آه يا ولدي

من خلف زجاج مسكنه العاجي كانت عيناه ترقب ولده البكرجالسا خلف مقود السيارة
ناظرا في مرآتها ويعدل هندامه وكله عنفوان الشباب
والبسمة تشق شفاه الأب الحاني. الذي ينظر ويمني نفسه بأن له امتداد
وفي يوم سابق كم تحدث عنه لأصدقاء العمل..طويلا تحدث
وخطط لمستقبله الذي أراد أن يكون مزهرا ويكمل به كل نقص اعتراه
وكل حرمان عضه بأنياب تركت آثارا لن تزول
انطاقت السيارة وعيناه ما برحتا ترقبان المشهد,وفي سريرته قال:
حفظك الله ياولدي يا أغلى ما عندي
سويعات قليلة أقلق المكان جرس الهاتف..!
مرحبا: هنا منزل فلان؟؟
نعم ..من المتكلم؟
الشرطة
خيرا؟
نأسف أن نخبرك وقوع حادث سير لولدك..
(يهبط أرضا كالمصعوق)
الشرطة: نرجو أن تأتي الى مشفى البلدة
حضر الأب المكلوم ليجد أمامه شهادة وفاة وتصريحا بالدفن..
وعلى الطاولة المعدنية الصلبة ولده ممددا جثة هامدة
يعلوه قماش أبيض تشرب الدماء المسالة من جسده البارد
تصدعت جدران المسكن العاجي وتكسرت الأحلام كما الموج وصخور الشاطيء
آآآآآآه يا ولدي دمرت حلمي