مصياف العمرانية


بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر : تفضل بتسجيل دخولك إلى المنتدى
وإذا لم تكن عضواً ندعوك للإنضمام إلى أسرة منتديات مصياف العمرانية
I love you فأهلاً بك I love you


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مصياف العمرانية


بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر : تفضل بتسجيل دخولك إلى المنتدى
وإذا لم تكن عضواً ندعوك للإنضمام إلى أسرة منتديات مصياف العمرانية
I love you فأهلاً بك I love you

مصياف العمرانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى للتعريف بأهم معالم مدينة مصياف التاريخية والثقافية والإجتماعية والدينية

المواضيع الأخيرة

» ذوي القربى
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber

» (العالم والمتعلم)
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber

» (الستر على المؤمن)
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber

» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber

» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل

» طلب معلومات عن حجج الله
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل

» التلاعب بالترددات
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق

» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Emptyالإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader

يمنع النسخ هنا

مكتبة الصور


 مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Empty

    مساحة ذكريات قصة : حنان درويش

    أخوان الصفا
    أخوان الصفا


    رقم العضوية : 30
    الجنس : ذكر
    العمر : 50
    المساهمات : 424
    نقاط : 1053
    تاريخ التسجيل : 26/01/2010
    التقييم : 9
    العمل : تاجر

     مساحة ذكريات                             قصة : حنان درويش  Empty مساحة ذكريات قصة : حنان درويش

    مُساهمة من طرف أخوان الصفا الأربعاء يناير 02, 2013 6:51 pm

    مساحة ذكريات قصة : حنان درويش
    المساء يقظة المهمومين . والرصيف لم يألف وقع خطواتي بعد ..فأنا مازلت أرسم بعداً إضافياً لنقلة قدمي فوق البلاطات الرمادية المرصوفة بانتظام .
    وجه واضح القسمات يتأملني بهدوء , يخرج من مسامات الماضي , ثم يأتي إليّ ,حقلاً مزهراً , وحديقة وأغاني .. وجهك يا عاصم كان تميمتي , أحضن التميمة بين أهدابي , ثمّ أخفّ المسير ,فتتحول البلاطات الرماديّة الصغيرة إلى كرات نارية متوهّجة . يخرج الناس من بيوتهم ,يهلّلون لقدومنا معاً , يرقصون ويبتهجون ,وتنسكب من السماء شلالات ضياء , تلفّ الشارع بالنور , وتغرقه بومض له عذوبة المشاعر الغامضة . أغلق عينيّ وأفتحهما , فأرى نفسي وحيدة إلا من صحبة الذكريات .
    * * *
    حينا ودّعت صديقتي وفاء عند باب بيتها قبل قليل , كان اللونان الأبيض والأسود قد بدءا بالتداخل . رجتني أن أتريّث عندها أكثر , لكنني اعتذرت .. فالنهار شرع بالرحيل , حاملاً أمتعته إلى جهات مختلفة من العالم , جهات واعدة بالضجيج . كلّ المعالم حولي غابت حينها , إلا وجه صديقتي لم يغب أبداً , فهي الوحيدة التي خرجت بها من الدنيا , بعد أن غربلت بغربال الجميع , ولم يبق عالقاً على السطح سواها , فكانت الملاذ والمأوى عندما أحسّ بالضّيق يخنقني , أو عندما أشعر أنني مضطرة أن ألوك صراخي داخل فمي , أو بحاجة لابتلاع شفتيّ .
    اليوم كانت جلستنا طويلة ,سكبت على صدرها همومي ومشاكلي وأحزاني التي لا تنتهي , ومتاعب البيت والعمل والأولاد والزوج , الذي يعتبر محور المشاكل كلها , والذي أصبح في الآونة الأخيرة عنيداً , مشاكساً , فوضوياً , لا مبالياً .. واللامبالاة هي شعاره اليومي , وهي راحته الكاملة . يستيقظ في الصباح . يشرب قهوته , ثمّ يذهب إلى عمله , وحينا يعود ظهراً , يتناول غداءه , ويقرأ جريدته وينام .. أما الليل فله حكاية أخرى لديه , فهو يمضيه بسهر يوميّ , ولا يعود إلى المنزل حتى يشارف الفجر بالمجيء .. حالته باتت غريبة , كلّ ما فيه تبدّل وتغيّر , وكأنّه إنسان أخر , غير ذالك الذي عرفته من قبل .. " حياتنا مملّة يا صديقتي , والملل القاتل صار أعزّ ضيوفنا ."
    * * *
    كنت أوّل مرة التقيت عاصم , عندما وقفت أتدارى من هجمة المطر المفاجئة تحت شجرة الدلب العجوز , والتي تظلّل حيّزاً من الطريق المؤدي إلى مكان عملي .. كان الزمن بعيداً , والوقت شتاءً , والسماء تمطر بشراهة . وابل يعاند النوافذ والأرصفة , ووابل يعاند زجاج قلبي . التقت عيوننا , والتقت أفئدتنا ... كانت صدفة , تحدثنا فيها على عجل , وقد عبقت كلماتنا بأنفاس الواقفين برفقتنا ... التفّوا جميعاً بلباسهم الشتوي القاتم , المصنوع من الجلد أو الجوخ أو الصوف . أحدهم يدخّن , والآخر ينظر بفضول إلى ما نقول , والباقيان منشغلين بترقب انقطاع المطر الغزير . افترقنا وقتها , ولكن على أمل اللقاء فيما بعد .
    * * *
    صديقتي وفاء كانت واحة أمان بالنسبة لي ,تخفّف عني بكلماتها الرقيقة , ووجهها البشوش .. كلّ ما فيها يوحي بالطمأنينة والسكينة والوداعة والهدوء , فقد وهبها الله نفساً بشرية جميلة , تعيش فيها مرتاحة البال , قريرة العين , قانعة بكل شيء حولها دون تمرد , أو اعتراض .
    " حساسيتك المفرطة هي التي تضخّم الأمور , وتجعل من المشاكل الصغيرة مشاكل أكبر , ويصبح الشكل الصغير لديك , كتمثال أبي الهول تماماً .. ظروفك كظروفي وظروف الأخريات , كلّنا نعيش واقعاً واحداً تقريباً , وما تشكين منه , أعايشه أنا قبل غيري . لكنّني أختلف عنك بأنني أتقبّل الأشياء بمسلماتها .. لاأفلسفها , لاأعقّدها .. وهكذا تستقيم الحال . "
    كلام وفاء الذي توجهه لي بين فترة وأخرى , أعرف ماذا تبغي منه .. تريدني أن أتنبّه إلى ثغرة موجودة في شخصيتي .. تريد أن تقول لي : إنّ العيب موجود فيك , وليس في الظروف .
    * * *
    كان الدرب إلى بيتي ليس قصيراً و وقد تعمّدت أن أقطعه ماشية على قدميه , فهذا الدرب خبر خطواتنا ,ومشاويرنا , وأحاديثنا .. لذا فقد عشقت أشجاره وحجارته وناسه ,وشمسه , وقمره , وبيوته المترامية على طرفيه الواسعين . كانت بصماتي مع بصمات عاصم فوقه تشكّل زمنًا بحاله .. زمناً لم نستطع الحفاظ عليه,تسرّب من بين أصابعنا كما الرمل , ومن أمام عيوننا كم الشعاع . رحل , وبرحيله ماتت كلّ الأحلام .. اللون , والصوت , والأمنيات . لم يقل وداعاً , ذهب دون وداع .
    قرب إحدى الحدائق وقفت , غرقت في نشوة التوحد مع الموقف .
    "على هذا المقعد كنت أجلس معك , نتكلم في كلّ شيء , نختلف ونتفق نتفق ونختلف ..كنّا نقرأ ,نقرأ كثيراً , ونتحاور فيما نقرأ . كنت تدافع عن زوربا , تتقمّص شخصيته , ترقص أمامي رقصته الخالدة , تحمل كتابك في يدك , وتبدأ في العزف عليه , مقلّداً آلة " الساناتوري " التي عزف عليها زوربا ذات يوم .. تدور , وتدور , ثمّ تفز بالهواء . من أجلك أعدت قرائة الرواية منذ أيّام فوجدت فيها فلسفتك القديمة عن الحياة .كنت تقول :
    " الحياة يجب أن تعاش ,لا نضيعها , لا نقتلها , وإنما نحتضنها بخوا فقنا الدافئة دوماً ..هكذا يقول زوربا يا حبيبتي " .
    أضحك , ثمّ نضحك معاً , ثمّ أتأبّط ذراعك ونمضي , نرسم للمستقبل بيتاً , وشمساً , وأطفالاً رائعين .. لا نشعر برتابة الأيّام , ولا يتسرّب إلى أوقاتنا شيء اسمه السأم .
    * * *
    من المؤكّد أنّ زوجي لن يكون الآن في المنزل , فدوامه المسائيّ عند أحد الأصدقاء لابدّ وقد بدأ. الساعة قاربت الثامنة , ولعبة الورق تنتظرهم على أحرّ من الجمر مجموعة من الذين عشقوا اللعبة , ووضعوا عندها أغلب طموحاتهم .. وقد قلت له أكثر من مرّه :
    _ آلا ترى معي أن كلّ ما تقومون به هو مضيعة للوقت , وليس منه أيّة فائدة .
    _ ليس وحدنا ما نفعل هذا , فهي لعبة العصر الدارجة , وإذا لم نتسلّ بها فماذا نفعل ؟
    بهذه الكلمات كان يجيبني , ثم يناور , ويبدّل الحديث , كي لا أستطيع الردّ عليه .
    صديقتي وفاء أخبرتني , بأن زوجها يمارس الهواية نفسها منذ زمن بعيد , ولا يعود إلى فراشه قبل الثالثة صباحاً , لكنها اعتادت هذا , واعتبرته من صلب حياتها , فلا تعير غيابه أيّ اهتمام يذكر ولا أدري .. إن كنت أحسد صديقتي , أم أرثي لحالها ؟ .. هل أعتبرها عاقله , ناضجة تستوعب كلّ ما يدور حولها , أم أسلّم أنّها غير آبهة , أو غير موبالية , لأيّ تغير يطرأ على مسيرة عمرها ؟.
    * * *
    وصلت إلى أول الشارع الذي يتربّعه بيتي العزيز على قلبي , والذي أحبّه , وأحبّ من فيه أكثر من أيّ شيء في الدنيا .. غشاوة بسيطة تتراءى أمام مخيلتي , فأرى الأمور أكثر ضبابيّة .. تختلط صورة عاصم بصورة زوجي .. أتساءل :
    " أيهما ستطغى على الأخرى ؟ وإلى متى ستستمر هذه الحال ؟ . الصورتان متمازجتان , تبدوان أحياناً بصورة واحدة , وبشكل واحد , وأحياناً أشعر أنّه يفصل بينهما قرن من الزمن , أو ربما قرنان , أو ربما دهر طويل طويل ليس له نهاية .. بينما أحاول أن أستعيد أنموذجاً رائعاً لأحد الرجال , كما أستعيد تفاصيل حياتنا الماضية بكلّ ما فيها من دقائق غالية على قلبي ونفسي , كما أستعيد كلماتك الموشومة أمام عينيّ :
    " من واجبنا أن نقيض على اللحظة , ونقول لها :
    _ أيّتها اللحظة الجميلة انتظري , فنجن مازلنا هنا .. "
    * * *
    حينا أصبحت قربة من منزلي حاولت أن أخنق العبرة في مقلتي , أنصب على شفتيّ تمثال الابتسامة المتجمدّ , وان أعود لذاتي من عمر مضى .. ندهت :
    _ عاصم ..
    في البداية لم أسمع صوتي لأن صوتي لم يقترب من أذنيّ . ندهت :
    _ عاصم ..
    ارتفع الصوت قليلاً ثم بدأ يتحوّل في أنحاء المكان . طرقت الباب سأل القادم :
    _ من ؟ ..
    لم أجب .. فقد تواردت إليّ كلّ المشاعر الحارّة عند سماع صوته .. جاءني الماضي حاضراً لا أريد له أن يغيب .. رجعت بلحظة , أميرة الوقت , وسيّدة الومضات . عادت أحاديثنا , مشاويرنا , مواعيدنا , كتبنا , .. كل شيء عاد . أستطيع في هذا الوقت الرؤية تماماً . لم تعد أحزاني متفرقة لقد تكرّثت رحلة العمر الطويلة في حيّز ضيّق , ضيّق . عرفت الآن سبب قلقي الذي أعيش . لقد فتح لي عاصم الباب , مغادراً المنزل إلى سهرته اليومية , فلا بدّ أنّ الأصحاب على طاولة اللعب بانتظاره .
    * * *

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 10:36 pm