نبيلة
صديقةً للعصافير كنت . ندّاً لصباحاتِ المحبةِ والوداعةِ , وبلا غةِ الصمتِ الجميلْ .إنسانةً بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.تتحدّثين بهدوء .تتصرفين بلباقة ,وترمزين من رسوماتكِ إلى متناقضاتِ زمانٍ مازال يحمل أوزاره, ونتؤاتٍ تخفيها أقنعةٌ ,فتأخذُكِ الحالُ إلى رتقِ ماتستطيعين من مزق ,ونثر ماتيسر من قمح وورد في حقول الجائعين .عندما تناهى إلي نبأ حتفك . بكيت ,ذرفت دمعات مشبعة بملوحة الفراق ,ورحت أهدي إلى نفسك المطمئنة دعاءات الرحمة ,وأسئلة ..........إلى أين يا نبيلة ؟
ـ إلى عالم جديد أجد فيه ريشة أكثر نقاء وصدقا. رحلتِ ..وجدوك متلبسةً بالسكينة ,تعانقين نظرةً محيره ,وتسلمين روحك لشرعية القدر ,وأصابعك النحيلة لنداء الملائكة .. تطيرين , وتغزلين بساطاً من ياسمينْ .كنتِ تحبينَ الياسمين ,تفرطينَ زهراتهِ الصباحيةَ فوق طبق من الفضةِ ,وتضعينه فوقَ طاولةِ .المكانْ.يومَ موتِكِ ,بكى الجميعُ .ملأ نحيبُهم ساحاتِ النهارْ تساءلت الردهات عن وقع خَطواك ,عن لهفتك المحببهْ , فأتى الجواب : لقد جفّ الحنانْ ..نضبتْ أنهارُ الرحمهْ ..غاضَ الأنسُ ,ونبتَ بدلاً منه الفتورْ . البارحةُ كنّا معاً ,وقبلَ الفراقِ ,أتفقنا على القيام برحلة إلى البحرْ .قلتِ وقتها : سأتصل بك مساءً , لنتكلم في تفاصيل المشروعْ .وجلستُ أنتظرْ .. طال أنتظاري ,ولم تتصلي .راحت الساعات تناوش ترقبي لرنين يغسل ذؤباتِ لهفتي .تلاشى الوقتُ ,وغرقَ البحرُ في حزن عميقْ .تعارفنا كان صدفة ,في بيت صديقه مشتركة التقينا .. سُعدتُ بوجودك , بطيبتك ,بقلبك الدافئ .تحدثنا عن هموم الأدبِ والفنّ بشكل عامْ ..شعر ,قصّة ,رواية ,فنون تشكيلية ..لكنني وفي أثناء ذللك ,كنت ألمح في عينيكِ حزناً دفيناً ,عزوته حينها إلى خاصيّة تتعلق بالمبدعين جميعاً حيث يتماهى الأسى في أعماقهم كتماهي الأبداع الذين يكنّون ..لهذا ,فاءنّ الخريفَ يزورهم باكراً , وتصفرّ أوراقهم قبل الأوانْ . على صفحات بعض الدوريات ,كنت أتابع لواعجَ رسومكِ , واستشرفُ حالاتِ التجلّي لديك , وفي المعارضِ المنتشرة هنا وهناك , أتملى وجوه أبطالكِ ,فأراها مغبرةً .. تنحازُ إلى الشحوبِ ,تمزجين الواقع بالمستحيلْ , والحاضر بالأسطورةْ .تراوحين بين ما تبغين , وبين ما يبغون . بين ما هو كائن, وما يجب أن يكون.في سماء أحدى لوحاتك المعلقة على أحد جدران بيتي ,بدا طائر الردى جاهزاً للأنقضاض على المرأة ,ينتظرُ إشارة ,أو إيماءةً تدعوهْ ,رحلتِ باكراً ,دون خوف أو ارتباكْ .لوح لك الحتفُ بمنديلْ. ألقيتِ رأسك الجميل فوق وسادة الرضا ,ومضيت الى عالم غريبْ . فارقت الحياة , رغم انشغال الحياة بك ,وانشغالك بأشياء هي لانتماء الطفولة أقرب .أحد المعجبين سماك (نبيلة ) , وكنت تردين عليه بإطراقة من محيّاك الطيف .تردّد الاسم على السنتنا . نسينا اسمك الحقيقي ,وتذكرنا اللقب الذي غدا دواءً للأيام المقبلة ,لن أنساكِ . ستبقى صباحات الياسمين مشدودة إلى القلب وسيبقى صحن الفضة على الطاولة ,وتلك النظرة المحيرةُ . أما رحلة البحر ,فلها في البال نضوج التذكر حتى أخر العمر
الأديبة حنان طه درويش
صديقةً للعصافير كنت . ندّاً لصباحاتِ المحبةِ والوداعةِ , وبلا غةِ الصمتِ الجميلْ .إنسانةً بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.تتحدّثين بهدوء .تتصرفين بلباقة ,وترمزين من رسوماتكِ إلى متناقضاتِ زمانٍ مازال يحمل أوزاره, ونتؤاتٍ تخفيها أقنعةٌ ,فتأخذُكِ الحالُ إلى رتقِ ماتستطيعين من مزق ,ونثر ماتيسر من قمح وورد في حقول الجائعين .عندما تناهى إلي نبأ حتفك . بكيت ,ذرفت دمعات مشبعة بملوحة الفراق ,ورحت أهدي إلى نفسك المطمئنة دعاءات الرحمة ,وأسئلة ..........إلى أين يا نبيلة ؟
ـ إلى عالم جديد أجد فيه ريشة أكثر نقاء وصدقا. رحلتِ ..وجدوك متلبسةً بالسكينة ,تعانقين نظرةً محيره ,وتسلمين روحك لشرعية القدر ,وأصابعك النحيلة لنداء الملائكة .. تطيرين , وتغزلين بساطاً من ياسمينْ .كنتِ تحبينَ الياسمين ,تفرطينَ زهراتهِ الصباحيةَ فوق طبق من الفضةِ ,وتضعينه فوقَ طاولةِ .المكانْ.يومَ موتِكِ ,بكى الجميعُ .ملأ نحيبُهم ساحاتِ النهارْ تساءلت الردهات عن وقع خَطواك ,عن لهفتك المحببهْ , فأتى الجواب : لقد جفّ الحنانْ ..نضبتْ أنهارُ الرحمهْ ..غاضَ الأنسُ ,ونبتَ بدلاً منه الفتورْ . البارحةُ كنّا معاً ,وقبلَ الفراقِ ,أتفقنا على القيام برحلة إلى البحرْ .قلتِ وقتها : سأتصل بك مساءً , لنتكلم في تفاصيل المشروعْ .وجلستُ أنتظرْ .. طال أنتظاري ,ولم تتصلي .راحت الساعات تناوش ترقبي لرنين يغسل ذؤباتِ لهفتي .تلاشى الوقتُ ,وغرقَ البحرُ في حزن عميقْ .تعارفنا كان صدفة ,في بيت صديقه مشتركة التقينا .. سُعدتُ بوجودك , بطيبتك ,بقلبك الدافئ .تحدثنا عن هموم الأدبِ والفنّ بشكل عامْ ..شعر ,قصّة ,رواية ,فنون تشكيلية ..لكنني وفي أثناء ذللك ,كنت ألمح في عينيكِ حزناً دفيناً ,عزوته حينها إلى خاصيّة تتعلق بالمبدعين جميعاً حيث يتماهى الأسى في أعماقهم كتماهي الأبداع الذين يكنّون ..لهذا ,فاءنّ الخريفَ يزورهم باكراً , وتصفرّ أوراقهم قبل الأوانْ . على صفحات بعض الدوريات ,كنت أتابع لواعجَ رسومكِ , واستشرفُ حالاتِ التجلّي لديك , وفي المعارضِ المنتشرة هنا وهناك , أتملى وجوه أبطالكِ ,فأراها مغبرةً .. تنحازُ إلى الشحوبِ ,تمزجين الواقع بالمستحيلْ , والحاضر بالأسطورةْ .تراوحين بين ما تبغين , وبين ما يبغون . بين ما هو كائن, وما يجب أن يكون.في سماء أحدى لوحاتك المعلقة على أحد جدران بيتي ,بدا طائر الردى جاهزاً للأنقضاض على المرأة ,ينتظرُ إشارة ,أو إيماءةً تدعوهْ ,رحلتِ باكراً ,دون خوف أو ارتباكْ .لوح لك الحتفُ بمنديلْ. ألقيتِ رأسك الجميل فوق وسادة الرضا ,ومضيت الى عالم غريبْ . فارقت الحياة , رغم انشغال الحياة بك ,وانشغالك بأشياء هي لانتماء الطفولة أقرب .أحد المعجبين سماك (نبيلة ) , وكنت تردين عليه بإطراقة من محيّاك الطيف .تردّد الاسم على السنتنا . نسينا اسمك الحقيقي ,وتذكرنا اللقب الذي غدا دواءً للأيام المقبلة ,لن أنساكِ . ستبقى صباحات الياسمين مشدودة إلى القلب وسيبقى صحن الفضة على الطاولة ,وتلك النظرة المحيرةُ . أما رحلة البحر ,فلها في البال نضوج التذكر حتى أخر العمر
الأديبة حنان طه درويش
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader