أخر الهدايا (حنان دروش)

قالت وسنواتها السبعون تجر خيطاً من ذكريات....والشيب يملأ الرأس والقلب ،والحديث عن الصبا له في الفم حلاوة السكر.............................لو تعلمين كم كنت جميلة أنيقة وفريدة الحضور.لو تعلمين كم شغلت،الحياة بي ...وشغلت بالحياة..البهجة كانت رفيقتي.والزهر صنوي..والتألق صديقي ..................

كان ياما كان .في قديم الزمان والعمر يزوي والوقت قطعة ثلج تذوب تذوب ثم تنتهي والشباب ربيع والربيع أقصر الفصول آه...............,

تابعت حديثها عن ذكرياتها بشغف وتوق..وتمنيت أن لا تصمت.......فكل كلمة كانت تخرج من بين شفتيها تشدني كي اصغر أكثر,واستمرئ الاستماع..فما زال في نقطتها بقيه من براعة, وفي مخارج حروفها لكنة محببة, وفي حركة يديها صورة امرأة عاشت وعايشت,

وعانقت الدنيا طولا وعرضا ..وان بدت يبادر اليأس تتزاحم في عينيها العجوزين, فلأن سفنها أسلمت مراسيها للريح ولأن الزمن حطاب نشيط

ولأن تخوم السن تلوح لهل بمنديل....................,

أطبقت جفنيها,وفتحتهما,ثم عادت تسرد لي:

كنت أثيره لدى زوجي..يحبني,ولا يرفض لي طلبا,ولانتوانا عن تلبية

أمر لي رغبة به..أقول لاشئ كن فيكون ..كيف لا................

وأنا أميرة زماني ,وسيدة وقتي ,والدمية المدللة لديه..

زوجي كان أنسانآ ذكيآ,وشهمآ وكريمآ,وسيد الرجال ..لكن

لكن ماذا.. كان فيه عيب معين..ماهو؟

لم يقدم لي خلال سني عمري معه سوى هدية واحدة.ماهي؟

حذاء أحمر.....وكان ذلك في مستهل حياتنا الزوجية.فقد عاد

ألي ذات يوم يضج بهجة وسعادة,يحمل بين يديه كيسآ أنيقآ ..قال لي

أفتحي الكيس وشاهدي ماذا أحضرت لكي وبشوق الأنثى ورغبتها

وضعفها أمام هدية الرجل ,اندفت لأرى ماذا أحضر لي..

وبسرعة خاطفه,وقبل أن أنعم النظر جيداً ارتسمت على وجهي علامات

غضب مفاجئ..رميت ما بيدي جانباً وأنا أغمغم :

أنه ليس جميلاً ,ولاأنيقاً,ولا ينا سب ثيابي ,بهد وء أجاب

لابأس ,لابأس ..أذهبي غداً ,واستبدليه بما يلائمك ويرضي ذوقك

في اليوم التالي ذهبت وجارتي ألى سوق الحميديه...توجهت صوب

المكان الذي دللت اليه قلبت ما فيه من أحذية ,فلم يعجبني أي حذاء

استعرضت دكاكين السوق من أوله ألى أخره أكثر من مره فلم

أحظ بما أريد تفحصت عشرات المحلات جربت عشرات الموديلات

تناولت عشرات الألوان ثم عدت في أخر النهار وبصحبتي الحذاء

الأحمر دخلت البيت .حدق زوجي ألى الكيس ثم ألى وجهي

وعلى عجل قراَ على ملامحي أشارات ودلالات تخالطها معان

كثيره أبتسم أبتسمت وكان الحذاء الأحمر أخرهداياه لي

مع الشكرالجزيل على تنويرنا بقصص القاصةحنان درويش والتعرف على فكرها الجميل