التأمل
يعود التأمل إلى آلاف من السنين خلت ، التأمل الحقيقي هو التخلص من
براثن الفكر والحواس الدنيوية .
يوصلك التأمل إلى تجاوز كل المخاوف والرغبات والمشاعر السلبية .
يبلغ المتأمل حالة فوق واعية حيث يكون قادراً على التماثل مع الذات
الكلي ( الغبطة ) .
في حالة التأمل يغيب الجسد والفكر والثنائية ، يصير العارف واحداً مع
المعرفة والمعروف .
ليس هناك حاجة لأن تردد كلمات أو تسمع موسيقى لتدخل في حالة التأمل ،
الطريقة المثلى للتأمل هو التنفس المنتظم ، ومراقبة دقات القلب ، ويجب أن يكون
هناك حمية معينة .
لأن البحث الروحي هو في الحقيقة يحتاج إلى بذل جهد شخصي يقوم فيه
الإنسان تحت إشراف خبير بهذا الموضوع .
يقول إدريس عليه السلام ، أعلمي أيتها النفس بأنك لم تأتي إلى هذا
العالم إلا لتعلمي من أين أتيت ولماذا أتيت وإلى أين ستذهبين وتكونين فيها بحيث
ألا اعري ولا تجوعي .
وكثير من الناس يطرح على نفسه السؤال التالي من أنا ؟
يمكن إيجاد معنى للحياة ومعرفة من أنا ومن أين أتيت ولماذا أتيت وإلى
أين ستذهب ، ولكن قبل ذلك كله يجب أن أعرف من أنا .
يمكن إيجاد معنى الحياة بالغوص عميقاً في الداخل وفي الداخل فقط توجد
الحياة ، أما ما هو في الخارج ليس هناك إلا الوهم أي الموت ، الحياة الأبدية في
داخل الإنسان ، وهكذا قالت الحكماء يوجد داخل كل إنسان كنز فيجب عليه اكتشافه ،
قدم لنا الحكماء كثير من الأمثلة للولوج إلى الداخل مثل قصة على بابا الذي سمع أن
هناك كنز داخل كهف ولكن هذا الكنز يحرسه ثعبان وله ثلاث رؤوس ولا يستطيع أن يدخل
هذا الكهف دون قتل هذا الثعبان ، فشمر عن ساعده وذهب إلى هذا الكهف وفعلاً وجد هذا
الثعبان ذو الثلاث رؤوس وبدأ الحرب معه بقطع
أول رأس ثم الثاني ثم الثلث ، وعندما علم أن الثعبان قد مات حقيقة ، دخل إلى الكهف
ورأى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
هذه قصة رمزية تعني أنه لا يمكن للإنسان الدخول إلى كهف التقية إلا
بقتل هذه الحواس والتي هي السمع والبصر واللسان ، عندها يستطيع أن يدخل هذا الإنسان
إلى كهفه ليرى هذا الكنز الذي تكلمت عنه الحكماء ، فمن أراد أن يدخل فليباشر العمل
على إسكات هذه الحواس .
نلاحظ بصعوبة أن الفكر يتعرض باستمرار لحوافز وإثارة نتيجة إمطاره
بوابل من إدراكات الحواس ، التأمل هو الممارسة التي يكون بواسطتها مراقبة مستمرة
للفكر وتتطلب تخصيص بعض الوقت والمساحة لهدف معين وهو اكتشاف المنبع اللامحدود
الذي لا ينضب من الحكمة والموجود داخل كل إنسان .
يبحث كل إنسان بوعي أو غير وعي عن سلام الفكر الذي يسببه التأمل ، لكل
واحد طريقته في البحث عن هذا السلام من خلال عاداته الاسترخائية الخاصة ، من
العجوز الجالسة قرب النار التي تحيك بالصنارة إلى صياد السمك الذي يقضي ساعات
طويلة دون الشعور بالوقت .
في الواقع عندما يكون الانتباه مستحوذاً يصير الفكر صامتاً .
عندا نستطيع تركيز أفكارنا على موضوع أو غرض واحد تتوقف ثرثرة الفكر
المتواصلة وننسى همومنا ونقترب من حالة الرضا .
لكن هكذا أعمال لا تحمل إلينا سوى فترات قصيرة من السلام الذي لايدوم
إلا مدة تركيزنا الكامل .
عندما يعود الفكر إلى شروده وغفلته فإنه يسترجع عاداته من التفكير
المضطرب وغير المنتظم مبدداً طاقته بالتفكير في الماضي أو بالحلم في المستقبل ،
إنما دائماً منحيّاً الحالة واللحظة الحاضرتين ، للشعور بحالة من الهناء الدائم ، يجب
تدريب الفكر على التركيز والتأمل .
<P class="MsoNormal" dir="LTR" style="text-align:justify;direction:ltr;unicode-bidi:
embed">يتبع
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader