الروح عند الفراعنة
إذا كان الأمر كما تقدم ، في شأن عمق الصلة بين العالمين المادي والروحي ، فلا غرابة أن نجد أن الفراعنة منذ القدم يعرفون الكثير عن الروح في بعثها ونشورها وثوابها وعقابها وحياتها ، ويصورونها على جدران قبورهم ومعابدهم تحيا هناك حياة مادية أشبه ما تكون بالحياة الأرضية النقية في الحدائق والمروج المدعوة حقول ( يارو ) الدائمة الخضرة ، الوفيرة الخيرات ، يعمها الأمن والسلام والطمأنينة ، وينال كل فرد منها نصيبه ، كما أن هناك أرواحاً أخرى تعلو طبقات الجو حتى تبلغ الشمس وتعيش أزلية ، وكانوا يؤمنون بأن الروح عندما تغادر جسدها المادي تكتسي بجسد جديد أرقى من الجسد المادي وأرق ولا يقبل الفناء ، وكانوا يطلقون عليه وصف ( كا ) وكل ذلك منذ أول عهدهم بحضارتهم العريقة التي ترجع إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .
ولم يكن الفراعنة يؤمنون فحسب بالخلود أيمانا غامضاً ، بل كانوا يعتدون بالثواب والعقاب ويعلقون أهمية كبرى على التمسك بأهداب الفضائل كما يتضح من الكتابات المدونة في مقابرهم ومعابدهم وعلى أوراق البردي وبخاصة كتاب ( الموتى ) .
بل كانت لديهم ( محاكم للموتى ) تحاكم ذكرى الأموات فتسمح بدفنهم في المقابر الدينية أو لا تسمح بذلك تبعاً لما تراه في شأن حياتهم الخلقية .
الروح عند الهندوس
في آسيا يعلم الناس الكثير عن الأرواح ، وعن عالم الروح ، وعن امكان الاتصال بين عالمي الروح والمادة . وتعتبر أقدم الديانات في العالم أجمع الآن هي الديانة الفيدية ، وهي الشكل الفطري الأول للدين الهندوسي المأخوذ عن كتب الإله ( فيدا ) الربعة المكتوبة باللغة السنسكريتية والمنسوبة إلى وحي نزل من السماء على براهما . وهذه الكتب هي ( ساما ـ ورج ـ وياجور ـ وأثارفا ) وتشرح الفيدات طبيعة براهما الإله الخالق الذي هو ( أتما ) أو النفس الخالدة في الإنسان ، وتصور الكون كنسيج متطور من كيان الله ، تجعل امتزاج الفرد مع الله صورة لامتزاج النفس مع الروح .
والفيدنتا تلخص الفيدات الأربعة ، وقد وصفها المؤرخ فكتور كوسان قائلاً : إننا حينما نطالع بإمعان فلسفة الشرق وخصوصاً الهندية منها ، فإننا نقف على كثير من الحقائق العويصة التي تكرهنا على أن ننحني إجلالاً للفلسفة الشرقية ، ونرى في هذا المهد للجنس البشري موطناً لأسمى ضروب الفلسفة وهي مؤسسة على عقيدة خلود الروح ، والعودة إلى التجسد أة رجعة الروح ، والإيمان بإله واحد وبالسماء التي تصعد إليها الأرواح الصالحة فيتلقاها ( ياما ) الذي يرفعها ‘إلى الجنة حيث تنعم بكل اللذائذ الأرضية التي تكون قد اكتملت وأصبحت أبدية وقد وصف أحد هذه الكتب السماء الفيدية بأنها ( المقام المقدس والمقر النهائي للآلهة الخالدة ، وموطن الضوء الخالد الذي هو الأصل والقاعدة في كل ما هو كائن .
والديانة البرهمية غائصة بالحقائق الصحيحة الكثيرة من الروح في حياتنا الأرضية والسماوية وبالنصائح الخلقية التي يؤدي إتباعها إلى خلاص الروح في حياتهما معاً وإلى استحقاق النعيم في عالم الملكوت . كما تؤمن بأن الروح الإنسانية نفحة إلهية ، وأن الموت يعطي الروح جسداً شفافاً نورانياً ينتقل إلى الملأ الأعلى ، وإن هذا الجسد وإن كان مادياً في مظهره إلا أنه من طبيعة ترابية ، بل أرقى من أجسادنا الفانية . وتؤمن المذاهب السائدة في البوذية بوجود جنات حول جبل ( ميرو ) الذي سفحه من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ، ومقسم إلى عدة طبقات في كل طبقة أهلها من الصالحين على حسب درجاتهم ، وفوقها جنات أخرى كثيرة حتى تنتهي إلى جنة علوية في السماء يحيا فيها الأبرار في سعادة مطلقة .
وفي هذا المقام كتب المشرع الهندي الكبير مانو يقول ( إن أرواح آبائنا الأقدمين تصبح على حالة لا تراها أعين الناس فيما خلا بعض البراهمة الذين يدعون للاحتفال بعيد الأموات . وهذه الأرواح لا تتبعهم أينما ذهبوا ، وهي على حالة هوائية وتجلس بجانبهم إذا جلسوا .
وقال مؤلف هندي آخر وهو من الأقدمين أيضاًَ ( إن الأرواح التي لم تأت من الأعمال إلا الخير والبر ، مثل أرواح العبّاد والأطهار والزهاد الأخيار تكتسب خاصية مكالمة الأرواح التي سبقتها إلى العالم الآخر . وهذا دليل لتلك الأرواح عل أن دورهم في العودة للتجسد قد تم وانقضى ) .
إذا كان الأمر كما تقدم ، في شأن عمق الصلة بين العالمين المادي والروحي ، فلا غرابة أن نجد أن الفراعنة منذ القدم يعرفون الكثير عن الروح في بعثها ونشورها وثوابها وعقابها وحياتها ، ويصورونها على جدران قبورهم ومعابدهم تحيا هناك حياة مادية أشبه ما تكون بالحياة الأرضية النقية في الحدائق والمروج المدعوة حقول ( يارو ) الدائمة الخضرة ، الوفيرة الخيرات ، يعمها الأمن والسلام والطمأنينة ، وينال كل فرد منها نصيبه ، كما أن هناك أرواحاً أخرى تعلو طبقات الجو حتى تبلغ الشمس وتعيش أزلية ، وكانوا يؤمنون بأن الروح عندما تغادر جسدها المادي تكتسي بجسد جديد أرقى من الجسد المادي وأرق ولا يقبل الفناء ، وكانوا يطلقون عليه وصف ( كا ) وكل ذلك منذ أول عهدهم بحضارتهم العريقة التي ترجع إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .
ولم يكن الفراعنة يؤمنون فحسب بالخلود أيمانا غامضاً ، بل كانوا يعتدون بالثواب والعقاب ويعلقون أهمية كبرى على التمسك بأهداب الفضائل كما يتضح من الكتابات المدونة في مقابرهم ومعابدهم وعلى أوراق البردي وبخاصة كتاب ( الموتى ) .
بل كانت لديهم ( محاكم للموتى ) تحاكم ذكرى الأموات فتسمح بدفنهم في المقابر الدينية أو لا تسمح بذلك تبعاً لما تراه في شأن حياتهم الخلقية .
الروح عند الهندوس
في آسيا يعلم الناس الكثير عن الأرواح ، وعن عالم الروح ، وعن امكان الاتصال بين عالمي الروح والمادة . وتعتبر أقدم الديانات في العالم أجمع الآن هي الديانة الفيدية ، وهي الشكل الفطري الأول للدين الهندوسي المأخوذ عن كتب الإله ( فيدا ) الربعة المكتوبة باللغة السنسكريتية والمنسوبة إلى وحي نزل من السماء على براهما . وهذه الكتب هي ( ساما ـ ورج ـ وياجور ـ وأثارفا ) وتشرح الفيدات طبيعة براهما الإله الخالق الذي هو ( أتما ) أو النفس الخالدة في الإنسان ، وتصور الكون كنسيج متطور من كيان الله ، تجعل امتزاج الفرد مع الله صورة لامتزاج النفس مع الروح .
والفيدنتا تلخص الفيدات الأربعة ، وقد وصفها المؤرخ فكتور كوسان قائلاً : إننا حينما نطالع بإمعان فلسفة الشرق وخصوصاً الهندية منها ، فإننا نقف على كثير من الحقائق العويصة التي تكرهنا على أن ننحني إجلالاً للفلسفة الشرقية ، ونرى في هذا المهد للجنس البشري موطناً لأسمى ضروب الفلسفة وهي مؤسسة على عقيدة خلود الروح ، والعودة إلى التجسد أة رجعة الروح ، والإيمان بإله واحد وبالسماء التي تصعد إليها الأرواح الصالحة فيتلقاها ( ياما ) الذي يرفعها ‘إلى الجنة حيث تنعم بكل اللذائذ الأرضية التي تكون قد اكتملت وأصبحت أبدية وقد وصف أحد هذه الكتب السماء الفيدية بأنها ( المقام المقدس والمقر النهائي للآلهة الخالدة ، وموطن الضوء الخالد الذي هو الأصل والقاعدة في كل ما هو كائن .
والديانة البرهمية غائصة بالحقائق الصحيحة الكثيرة من الروح في حياتنا الأرضية والسماوية وبالنصائح الخلقية التي يؤدي إتباعها إلى خلاص الروح في حياتهما معاً وإلى استحقاق النعيم في عالم الملكوت . كما تؤمن بأن الروح الإنسانية نفحة إلهية ، وأن الموت يعطي الروح جسداً شفافاً نورانياً ينتقل إلى الملأ الأعلى ، وإن هذا الجسد وإن كان مادياً في مظهره إلا أنه من طبيعة ترابية ، بل أرقى من أجسادنا الفانية . وتؤمن المذاهب السائدة في البوذية بوجود جنات حول جبل ( ميرو ) الذي سفحه من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ، ومقسم إلى عدة طبقات في كل طبقة أهلها من الصالحين على حسب درجاتهم ، وفوقها جنات أخرى كثيرة حتى تنتهي إلى جنة علوية في السماء يحيا فيها الأبرار في سعادة مطلقة .
وفي هذا المقام كتب المشرع الهندي الكبير مانو يقول ( إن أرواح آبائنا الأقدمين تصبح على حالة لا تراها أعين الناس فيما خلا بعض البراهمة الذين يدعون للاحتفال بعيد الأموات . وهذه الأرواح لا تتبعهم أينما ذهبوا ، وهي على حالة هوائية وتجلس بجانبهم إذا جلسوا .
وقال مؤلف هندي آخر وهو من الأقدمين أيضاًَ ( إن الأرواح التي لم تأت من الأعمال إلا الخير والبر ، مثل أرواح العبّاد والأطهار والزهاد الأخيار تكتسب خاصية مكالمة الأرواح التي سبقتها إلى العالم الآخر . وهذا دليل لتلك الأرواح عل أن دورهم في العودة للتجسد قد تم وانقضى ) .
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader