مصياف العمرانية


بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر : تفضل بتسجيل دخولك إلى المنتدى
وإذا لم تكن عضواً ندعوك للإنضمام إلى أسرة منتديات مصياف العمرانية
I love you فأهلاً بك I love you


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مصياف العمرانية


بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر : تفضل بتسجيل دخولك إلى المنتدى
وإذا لم تكن عضواً ندعوك للإنضمام إلى أسرة منتديات مصياف العمرانية
I love you فأهلاً بك I love you

مصياف العمرانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى للتعريف بأهم معالم مدينة مصياف التاريخية والثقافية والإجتماعية والدينية

المواضيع الأخيرة

» ذوي القربى
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber

» (العالم والمتعلم)
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber

» (الستر على المؤمن)
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber

» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber

» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
حكاية أمل Emptyالخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber

» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
حكاية أمل Emptyالإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل

» طلب معلومات عن حجج الله
حكاية أمل Emptyالإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل

» التلاعب بالترددات
حكاية أمل Emptyالخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق

» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
حكاية أمل Emptyالإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader

يمنع النسخ هنا

مكتبة الصور


حكاية أمل Empty

2 مشترك

    حكاية أمل

    avatar
    ثناء


    رقم العضوية : 86
    الجنس : انثى
    العمر : 63
    المساهمات : 105
    نقاط : 202
    تاريخ التسجيل : 19/04/2010
    التقييم : 5
    العمل : مدرّسة

    حكاية أمل Empty حكاية أمل

    مُساهمة من طرف ثناء الأربعاء أبريل 21, 2010 4:52 pm

    ما أن ودعت أبناءها لمدارسهم وبدأت تسقي ورود الحديقة على أنغام
    هادئة , اعتادت على سماعها كل صباح ,

    حتى دق الباب .

    حاولت أن تخمن من الطارق في هذه الساعة من الصباح , وهي تتجه صوب الباب
    لفتحه ... دون جدوى .

    واستغربت عندما طالعها وجه جارتها المقطب ,التي تقطن البيت الذي يلي
    بيتها .

    كانت جارتها قد سكنت منذ شهور قربها, إلا أنها لا تعرف عنها إلا ما تسمعه
    عرضاً من الجيران .

    كم مرة عزمت على زيارتها إلا أنها كانت تعتذر بحجج واهية .. وبدى جلياً
    عدم رغبتها بمخالطة أحد .

    قالت بعد أن حيتها بتجهم :

    - جارتي .. لا أدري إلى متى علي أن أتحمل نفس الأسطوانة الموسيقية ,
    وأستيقظ على أنغامها .

    لو تعرفين كم تثير كآبتي , وكم أحاول أن أغطي رأسي .. مرة باللحاف
    ومرة بالوسادة .. كي لا أسمع .

    هذه الموسيقى أشبه بمسامير تنخر عظمي حتى النخاع , وطبول تقرع في رأسي
    بلا رحمة .

    أمل التي باغتها هكذا هجوم صباحي .. ردت مبتسمة :

    عفواً يا جارتي العزيزة , فأنا أحرص على عدم رفع صوت آلة التسجيل لفهمي
    أن " الناس أذواق " , ومع ذلك

    – تكرمي – لن أزعجك بصوتها بعد الآن .. أنت عندي أهم من مزاج شخصي .

    انفردت ملامح وجهها قليلاً , فدعتها أمل بود :

    ما رأيك أن تشاركيني القهوة .. لقد أعددتها لتوي .

    وما كان أسرع استجابتها للدعوة فوراً, وهذا ما جعل أمل شديدة الذهول
    للحظات .


    جلستا معاً تحت ظل العريشة , بينما راحت عيناها تستطلعان المكان بحذر
    وانكماش .

    قرأت أمل في عيني ضيفتها تاريخاً موغلاً في القدم .. وحزناً دفيناً تأصل
    فيهما ولا يبغي فكاكاً ..

    واستنتجت بحدسها أن القصة ليست قصة موسيقى مزعجة , وتباين أمزجة ..

    وأن سبب قدومها بحد ذاته مصطنع .

    ثم أدركت كم تحس بالوحدة والوحشة .

    لكنها .. راحت تبحث عن طريقة تجعلها تطمئن إليها وتبوح بما عندها دون
    حرج .


    بدأت أمل تحدثها بتلقائية عن أمور صغيرة حميمة في حياتي , كأنها
    تعرفها منذ سنين ..

    بغيتها أن تخرجها من صمتها .

    حدثتها عن هموم الأولاد .. عن زوجها وبعض طباعه .. وأشياء أخرى كثيرة .

    ثم علقت في النهاية :

    لطالما رغبت أن نتزاور , لحاجتي للتواصل مع إنسان أرتاح إليه ,
    ونتشارك معاً أفراحنا وأتراحنا .

    لكنني لم ألق لديك ما يشجع على ذلك .. أنت بعيدة عن الجميع .. لا أدري
    لماذا ؟!

    - لا أحب الناس , وليسوا مصدر سعادة لي .. ولا أهلاً للثقة . عندما يحكم
    علي بالتواجد بين حشد منهم ..

    أتخيلهم حشرات , وتراودني فكرة مجنونة .. أن تكون بيدي مذبة أو " بيف
    باف " وأقضي عليهم جميعاً .

    أرعبتها الفكرة جداً , ولكنها ابتسمت بهدوء وعلقت : على ألا أكون بينهم
    ..

    وضحكتا معاً .

    يبدو أنها ارتاحت وبدأ المرجل الذي يغلي بداخلها يطوف بما فيه :

    - أحسدك على حياتك الهانئة .. لا أتصور أن هناك ما يعكر حياتك .

    لشهور وأنا أصغي لحديثك مع صغارك وزوجك وجيرانك .. وأراهن بيني وبين
    نفسي أنك يوماً ما ستملئين

    الحي زعيقاً وصراخاً, وأن هدوءك ما هو إلا نوع من الكبت والمداراة ,
    سينتهي بك إلى الانهيار أو الانفجار .

    لم تعلق أمل .. بل اكتفت بالابتسام .. أما هي فغامت عيناها .. وبدت
    كأنها رحلت بعيداً جداً عن مضيفتها ,

    فأعادتها بقولها :

    - طيبتك لا تنسجم مع كل هذا الحزن .. هل أطمح أن أكون بئراً لأسرارك .

    - .....

    - حدثيني عنك .. لعلي أقدر أن أحمل بعض همك معك

    - آآآآه يا عزيزتي .. لن يروقك حديث مثل حديثي

    وكيف ستفهمين علي إن قلت لك :

    " هناك ذئب يعوي بألم في داخلي , ولا يكف لحظة عن العواء مهما احتلت عليه
    .

    أو حدثتك عن أغلال تربطني بصخرة , وتشدني نحو الأعماق بلا هوادة .

    أو عن النار المضطرمة في صدري التي لا أدري من يزكيها ويأججها باستمرار .

    أو عن سؤال يدوي في رأسي بلا توقف : لماذا علي أن أحمل أخطاء أسلافي .

    لماذا سأظل إلى أن أموت حاملة حقيبة مورثات بعثر أبواي محتوياتها في
    دمي قبل أن يغادراني ,

    وكان هذا كل إرثهما لي . ولو تزوجت لظلمت أولادي بنقلها بدوري إليهم .

    وتربية فاشلة تركت بصماتها على روحي وفكري .

    لم أكون ابنة الخطيئة وتكونين ابنة الفضيلة والشرف ؟

    من وزع الأدوار ؟؟

    ولماذا أعطاك وحرمني ؟

    لا أريد أن تستعرضي لي نظريات حول ذلك ..

    من قائل .. أنه تحصيل لأخطاء في حيوات سابقة .

    أو قائل .. نقلاً عن حديث شريف : الزاني سيزنى به ولو بعد سبعة أجيال .

    أو قائل .. هو تطهير للنفس بنار الدنيا , لتترقى للغاية التي أرادها لها
    خالقها .

    أو قائل .. أو امتحان وابتلاء ليرى صبرنا , ويكافئنا عليه آخر الأمر ,
    كما يكافئ طفل بقطعة حلوى على

    واجب قام به بجلد .

    أو .. أو ..

    لأنها في النهاية ليست إلا نظريات اخترعناها .. أو بالأصح اخترعوها لنا
    لنتقبل الواقع بكل سخريته وتناقضاته .

    وكيف السبيل لأخرس كل إشارات الاستفهام التي تمد لي لسانها في الظلام
    تستهزئ مني ومن أعصابي المشدودة

    كأوتار العود . " ؟؟؟


    أحست أمل فجأة بحزن طاغ ولم تدر للحظات ماذا تفعل لتخفف من ألم
    صاحبتها.. إذ رأت كم هي محقة في كل

    ما قالت من وجهة نظرها وموقعها في الحياة .

    وراحت تبحث عن كلمات تقولها تليق بكل هذه المعاناة .. فلم تجد .

    أما هي فاستطردت متسائلة :

    هل زرت يوماً السجون , وخاصة السجون الانفرادية , وأصغيت إلى معاناة
    المساجين .. أو رأيت طرق

    التعذيب المبتكرة .

    هل زرت مأوى العجزة .. أو عجزة دون مأوى .

    هل زرت دار الأيتام .. أو أيتاماً دون دار .

    هل خطر لك القيام بجولة على المشافي , وخاصة تلك التي انفردت لعلاج
    الأمراض المستعصية .

    أو هل ذهبت يوماً لمشفى الأمراض العصبية , وتأملت المرضى واحداً واحداً ..
    حيث لكل منهم قصة مختلفة .

    هل التقيت بذوي العاهات الدائمة , التي لا أمل في شفائها .

    هل تسللت لأوكار الحشاشين والمدمنين .. وعايشت تجربتهم وأحاسيسهم ؟

    هل صادفت يوماً لقيطاً .. وجدوه قرب " الجامع " .. لا يعرف شيئاً عن أبويه ؟

    هل قصدت الملاهي ودور البغاء ؟

    أو عرفت من لا تطفئ رغبته إلا بممارسة شاذة ؟

    قولي لي ماذا تعرفين عن البؤس والفقر والشقاء !؟


    وساد صمت

    أحست أمل أن لديها الكثير لتقوله ..

    ودت لو تفهمها أنها تعيش المأساة كل لحظة , رغم هدوئها واطمئنانها .

    وأن رفضنا للواقع لم ولن يغير في الأمر شيئاً .

    لكن من في فمه طعم المرار .. هيهات .. يستسيغ العسل

    ثم المشكلة بالنسبة لها من أين تبدأ.. دون أن تجرح مشاعرها ؟

    ووجدت نفسها تقول :

    صديقتي : كم أتوق لأسمع حكايتك من البداية .. لأنني أرى أن للقصة جذوراً
    عميقة ..

    هل لي أن أسأل : كيف كانت طفولتك ؟

    - كانت طفولة شقية , تجعلني حتى الآن أنقم على كل طفل يعيش بسعادة بظل
    أبوين متفاهمين .

    لا أذكر من طفولتي إلا نشيجاً متواصلاً في السرير , من اللحظة التي كانت
    تطفئ بها الضوء وتغلق علي

    بالمفتاح قبل أن تذهب لتمارس فجورها في الغرفة المجاورة .

    - وأبوك

    كان ملهياً بطاولات القمار .. ومات على إحداها ذات ليلة .

    - هل كانت لك صديقات

    - لا .. ظللت أشعر بالعداء تجاه الجميع , وأنفر من كل من يحاول
    التقرب إلي .

    - ما أحزن قصتك يا صديقتي .. ولكن هل تعتقدين أن الحل بتجنب الآخرين ,
    لشعورنا أنهم لن يفهموا علينا

    وسيسخرون من معاناتنا .

    لأننا في النهاية نحتاج للآخر , وإن اختلف في تفكيره عنا .

    لم تكن تسمعها .. بل كانت تغرق أكثر فأكثر في باطنها بحزن :

    - عندما كنت صغيرة أخذتني أمي إلى أحد المشايخ ممن يحضرون
    الأرواح .. أو يدعون قدرتهم على

    طردها من الأجساد التي تسكنها .

    قال أنني مسكونة , وأن هناك جنيا أو قرينا هو سبب تصرفاتي غير الطبيعية
    .

    وبدأ يضربني بلا رحمة ليخرج الروح الساكن بي .

    - وهل خرج

    - ...

    أخذتني بعدها إلى آخر قال أن قريني قوي وصعب .. لن يخرج إلا بمجامعة
    الشيخ لي

    - وهل قبلت

    - لم أكن أملك أن أقبل أو أرفض .

    عندما كبرت , فكرت باستشارة طبيب نفسي , فقد كانت معاناتي فوق قدرتي
    على التحمل .

    ولشهور راح يعطيني حبوباً مهدئة .. تجعلني أنام لساعات طويلة شبه ميتة .

    وقررت فجأة رميها .. فقد كانت مثله ومثل كل هذه الحياة مجرد كذبة مثيرة
    للسخرية .

    رحت بعدها أتعاطى المشروبات الروحية .. وأقيم علاقات عابرة مع رجال لا
    أعرف عنهم شيئاً .

    كنت أشرب , لأتقيأ ما شربت .

    وأستدرج من أختار من الرجال , لأسخر من رجولتهم في النهاية .


    ووجدت أمل نفسها تبكي بحرقة وهي تحتضنها وتمسد شعرها :

    - هل تقبلينني أماً لك أو أختاً .

    لأنني أحتاجك بنفس مقدار حاجتك لي .. وربما أكثر .

    وكان ردها بكاء حاراً كأنها لم تبك منذ دهر .

    تركتها حتى هدأت , ثم عرضت فكرتها :

    - اسمعي .. هل توافقين على الذهاب معي غداً في مشوار دون أن تسألي إلى أين
    .

    هي محاولة وإن لم تعجبك .. لا تكرريها .

    وكغريق لا يملك إلا أن يتعلق بقشة وافقت .


    كانت أمل منذ سنين قد تعرفت إلى صديق اختبر الحياة , بطريقة غريبة.

    سافر لأعوام إلى الهند .. وهناك تعلم الحكمة بطريقة مختلفة عن كل ما نعرف
    .

    ترى تلك المدرسة في الحكمة , أنك لن تستطيع أن تصف دواء .. لمريض ..
    وداء .. لا تعرف عنهما شيئاً .

    وهكذا انغمس في الشر والحزن والألم بطريقة مجنونة , ولكن بروح محصنة من
    أن يعلق عليها أثر منها ..

    كقطرة زيت في كأس ماء .

    وكان عليك إن أردت لقياه أن تذهب وتبحث عنه في أكثر الأماكن شبهة , مع
    اللصوص والمدمنين والمنحرفين .

    أو في أشد الأحياء بؤساً وتخلفاً .

    كانت أمل قد لجأت إليه يوماً في أكثر مراحل حياتها مرارة وسواداً .. وكان
    له الفضل الكبير بتغيير مجرى حياتها

    وتفكيرها .

    واهتدت فجأة إلى فكرة : " إن شفاء جارتها سيكون على يديه ".

    ........................

    ........................

    لم تخبرنا أمل عما جرى بين جارتها وذلك الحكيم .

    ولا عن الأحاديث التي تبادلاها .. لأنها بطبيعة الحال لم تكن معهما .

    اكتفت بالقول أن جارتها أضحت أقرب الناس إليها .

    وأنها تحرص كل صباح أن تحتسي القهوة معها .

    على شرط ... أن تكون مع أنغام هادئة .


    أما أنا التي كنت أصغي لقصة أمل بانفعال واضح .. فقد رحت أتمتم وأنا
    أبتسم مدارية دمعتي :

    ليت النهايات تكون سعيدة دائماً .. كهذه النهاية .

    &&&

    محبتي

    ثناء
    الرفني
    الرفني
    عضو مؤسس
    عضو مؤسس


    رقم العضوية : 2
    الجنس : ذكر
    العمر : 46
    المساهمات : 407
    نقاط : 804
    تاريخ التسجيل : 15/11/2009
    التقييم : 71
    العمل : عاشق مصياف وهواها

    حكاية أمل Empty رد: حكاية أمل

    مُساهمة من طرف الرفني الخميس أبريل 22, 2010 10:42 pm

    من الغباء أن نحاول أن نحصي كم تنشر الأزهار من عبير!!؟؟

    فمع كل قطرة ندى وإشراقة شمس ترسل شذاها مع النسمات بعطاءٍ ليس له حدود

    وأنت سيدتي زهرة جمعت كل ألوان الجمال

    وأعذب العطور

    وما زلنا ننتظر منك المزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:49 pm