((( برزخ الأمنيات )))
و كأن شيء يهتف بي كي أستدير إلى الخلف ...نعم أنت يا نزار ..تذكر ....كانت الشمس بعيدة و القمر يلقي كرزه فوق الأبدان المرهقة و المستلقية على السطوح ....و النجوم كم قمت بعدها ....كنت فقط أدرك أن النجم هو ذلك الجرم السماوي المتقلب في أنواره البنفسجية....كنت ألقي دائما طيوري في أقفاص صدري و ألون القضبان ..قضبان الذات بكحل العيون ...كنت أرسم الفراشات على دمى الأطفال و ألقي بها في النيران ....لا ادري سبب نزول دموعي ....و فجأة دخلت إلى مقام النور و حلقت بجناحي هناك ...انحنيت عند الباب و دخلت متبتلا بآيات قدسية ( ألم نشرح لك صدرك ) ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ( ذلك تخفيف من ربكم و رحمة ) فراودني النعاس فتركت لرأسي وسادة صغيرة و بعد سنة من النوم جلست لأجد عند قدمي كأس من الماء و سبع حبات من الحنطة و شريط أخضر ... شربت الكأس بيد الحمد و قررت أن أضع الحبات المنتفخة بحب الله في الطبخ و بالتالي ليباركه الله في المنزل و لففت الشريطة الخضراء حول معصمي .... و عندما هممت بالخروج أتاني صوت ناعم ....منحناك السلام و رزقناك بفضل الله سرا لسبع سنوات ... و تخرج هكذا دفعة واحدة دون كلمة ؟؟؟ آه كم سالت دموعي ...و بدأت الكلمات متلجلجة تخرج من بين شفتي .... عجبا لمن يخبز من عجينتكم و يتناسى خميرتكم ....لقد بدلت ملابسي كثيرا ...لا لأنني متذبذب !!!!؟؟؟؟ فإن حب الله ما وسعته السموات و الأرض و لكن وسعه قلب المؤمن ....فقالوا في هدوء و فتور .... لا تلتف للأغيار فيضيع عمرك في سجال مقيت....كن معنا نكتبك في عليين....
عدت في فرح غامر ...أقصد نزلت نحو البلدة المترامية بكتلها الأسمنتية و البرد يجرح المنسلين في الأزقة و الحواري ...هذا فرح ذو نكهة جديدة....يكاد عصفور صدري ينقلع من وكره ....و في اليوم التالي كان البرد شديد ....وقفت متثاقلا بعد استيقاظي ....بدأت مملكتي يرتفع بنيانها و راسي يترنح فوق كتفي ....و نظرت و السرور يجتاح عالمي ....ما هذا الشعور ...انظر من النافذة الصفراء و إذ بالثلوج المتراكمة تغطي الأسطح و العصافير تنتقل في صخب من جدار لجدار و من فوق حبل غسيل لآخر ... يا للمشهد الرائع و المشابه لمشهد الحضرة الوفية ....كان يرتسم هلالا على عيني .... و أضع على المدفأة التي تشكوا من آلام مفاصلها ...أقول اضع حبات من الكستناء .... يا لهذه الحبة الملتهبة بين أصابعي ، إن تلافيفها كدماغ الإنسان ....تذكرت دفاتري و أشعاري و أوتار العود والسهر القديم المتواصل ....كنت...كنت ماذا ؟؟؟ كنت أعاني من نفور الآخرين ..لا أدري من رائحة قميصي ...من قلة كلامي ....من كوكب النحوس العالق فوق رأسي .... و كم كانوا يقولون ...إنه مسكين ... بل إن فزاعة القش أفضل منه....
لا يمشط شعره ....و يستأنس بكل يابس و هو يعتقد أنه غض طري ؟؟؟؟ و لما برق شعاع من لوح الوجدان ...جاء شخص و قال إنني في ورطة ...هل لديك حل ؟؟؟ لقد فار التنور و لا احتمال لدي ؟؟؟ كثر من يتمطى الألم فيهم أنا و صديقي و ابنتي و أختي و زوجتي و الحانوتي و حتى القطط المترصدة لأكداس القمامة آخر الليل ....كل شيء كان غير طبيعي ....وضعت يدي على كتفه ..فاهتزت أعماقه أمام تيار هائل من الطاقة ....قال يبدو ان لديك أشياء غريبة ....فقلت اسمع يا صاح ! أحاط ثرات القوم باليسوع عليه السلام و أثوابهم الفاخرة تكنس خلف ظهورهم الحصى و أنوفهم مشرئبة فسألوه عن الإيمان فقال : لو كان في قلوبكم حبة خردل من الإيمان لقلتم لتلك الشجرة أن تنقلع من مكانها و تنزرع في البحر ...ثم تقدمت غانية بملابسها البالية و بوجهها المليء بالمساحيق من نبي الله فلمست رداءه و قبلت قدمه ..فاستهجن القوم تصرفها و قال المسيح أمام تضاحكهم و لعناتهم السخية : إنها أفضل منكم ...قومي يا أمة الله لقد نجاك إيمانك....فقال صديقي لي مرة أخرى - لم افهم فقلت ... إني سأخرجك بفضل الله من ورطتك ....و لكن ليست العبرة أن ألقي بهذه المسامير على الأرض و اجعلها تمشي بعون الله ....و لا ان تهتز الخزانة المركونة هناك بقوة خفية ...و لا أن أجبرك على أن تتفوه بكل أسرارك .... سألقي نفسي عند ساق العرش و أدعو لك .... و أبكي بصلاتي ... لك ...لا بل للإنسانية كلها .... و عندما انحلت ورطته قال: الآن أقسم أنك لست مسكين ....فقلت له أستغفر الله ...كان الرسول الأعظم عليه و آله الصلاة و السلام يقول : اللهم أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني مع المساكين ....قل ما تشاء و لكن لا تتهكم .....لا تتهكم بطائر يطير في جوف السماء فقد يسقط على رأسك ...إن من العفة أن لا ننظر إلى الآخرين من ملابسهم و لا حتى من بريق كلامهم المعسول ....بل من إشراقات وجوههم و فيوضات أرواحهم بالأعمال النبيلة ....فاحتجاب ذو النون ( يونس ) عليه السلام في حوت الحرمان لأنه ساهم فكان من المدحضين .....
و دخول بلقيس الصرح بعد ان كشفت عن ساقيها لتظهر علومها الدفينة بعد أن فهمت من الكتاب الكريم (( سر بسم الله الرحمن الرحيم )) تلك الآية العظيمة التي احتوت العالمين العلوي و السفلي ..... لتخلص إلى الصرح البلوري بشفافيته فتصطدم بما احتواه من إبداع ..... و هي بالكاد تراه ..فكيف ترى الخالق( ليس كمثله شيء و هو السميع العليم ) .... و قميص يوسف ....و نار إبراهيم .... و سفينة نوح ....كل ذلك يصب في جنات تجري من تحتها الأنهار ..سوف أكتفي الآن ...كيف أحوالك الآن يا صديقي .....قال أنت في قلبي ....فقلت أنت في روحي ...فعامل الناس جميعا كما تحب أن يعاملوك ...لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ....و للقصة بقية ؟؟؟؟
-----
نسج : أ = نزار العمر
مصياف 11 - 5 - 2010م
و كأن شيء يهتف بي كي أستدير إلى الخلف ...نعم أنت يا نزار ..تذكر ....كانت الشمس بعيدة و القمر يلقي كرزه فوق الأبدان المرهقة و المستلقية على السطوح ....و النجوم كم قمت بعدها ....كنت فقط أدرك أن النجم هو ذلك الجرم السماوي المتقلب في أنواره البنفسجية....كنت ألقي دائما طيوري في أقفاص صدري و ألون القضبان ..قضبان الذات بكحل العيون ...كنت أرسم الفراشات على دمى الأطفال و ألقي بها في النيران ....لا ادري سبب نزول دموعي ....و فجأة دخلت إلى مقام النور و حلقت بجناحي هناك ...انحنيت عند الباب و دخلت متبتلا بآيات قدسية ( ألم نشرح لك صدرك ) ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ( ذلك تخفيف من ربكم و رحمة ) فراودني النعاس فتركت لرأسي وسادة صغيرة و بعد سنة من النوم جلست لأجد عند قدمي كأس من الماء و سبع حبات من الحنطة و شريط أخضر ... شربت الكأس بيد الحمد و قررت أن أضع الحبات المنتفخة بحب الله في الطبخ و بالتالي ليباركه الله في المنزل و لففت الشريطة الخضراء حول معصمي .... و عندما هممت بالخروج أتاني صوت ناعم ....منحناك السلام و رزقناك بفضل الله سرا لسبع سنوات ... و تخرج هكذا دفعة واحدة دون كلمة ؟؟؟ آه كم سالت دموعي ...و بدأت الكلمات متلجلجة تخرج من بين شفتي .... عجبا لمن يخبز من عجينتكم و يتناسى خميرتكم ....لقد بدلت ملابسي كثيرا ...لا لأنني متذبذب !!!!؟؟؟؟ فإن حب الله ما وسعته السموات و الأرض و لكن وسعه قلب المؤمن ....فقالوا في هدوء و فتور .... لا تلتف للأغيار فيضيع عمرك في سجال مقيت....كن معنا نكتبك في عليين....
عدت في فرح غامر ...أقصد نزلت نحو البلدة المترامية بكتلها الأسمنتية و البرد يجرح المنسلين في الأزقة و الحواري ...هذا فرح ذو نكهة جديدة....يكاد عصفور صدري ينقلع من وكره ....و في اليوم التالي كان البرد شديد ....وقفت متثاقلا بعد استيقاظي ....بدأت مملكتي يرتفع بنيانها و راسي يترنح فوق كتفي ....و نظرت و السرور يجتاح عالمي ....ما هذا الشعور ...انظر من النافذة الصفراء و إذ بالثلوج المتراكمة تغطي الأسطح و العصافير تنتقل في صخب من جدار لجدار و من فوق حبل غسيل لآخر ... يا للمشهد الرائع و المشابه لمشهد الحضرة الوفية ....كان يرتسم هلالا على عيني .... و أضع على المدفأة التي تشكوا من آلام مفاصلها ...أقول اضع حبات من الكستناء .... يا لهذه الحبة الملتهبة بين أصابعي ، إن تلافيفها كدماغ الإنسان ....تذكرت دفاتري و أشعاري و أوتار العود والسهر القديم المتواصل ....كنت...كنت ماذا ؟؟؟ كنت أعاني من نفور الآخرين ..لا أدري من رائحة قميصي ...من قلة كلامي ....من كوكب النحوس العالق فوق رأسي .... و كم كانوا يقولون ...إنه مسكين ... بل إن فزاعة القش أفضل منه....
لا يمشط شعره ....و يستأنس بكل يابس و هو يعتقد أنه غض طري ؟؟؟؟ و لما برق شعاع من لوح الوجدان ...جاء شخص و قال إنني في ورطة ...هل لديك حل ؟؟؟ لقد فار التنور و لا احتمال لدي ؟؟؟ كثر من يتمطى الألم فيهم أنا و صديقي و ابنتي و أختي و زوجتي و الحانوتي و حتى القطط المترصدة لأكداس القمامة آخر الليل ....كل شيء كان غير طبيعي ....وضعت يدي على كتفه ..فاهتزت أعماقه أمام تيار هائل من الطاقة ....قال يبدو ان لديك أشياء غريبة ....فقلت اسمع يا صاح ! أحاط ثرات القوم باليسوع عليه السلام و أثوابهم الفاخرة تكنس خلف ظهورهم الحصى و أنوفهم مشرئبة فسألوه عن الإيمان فقال : لو كان في قلوبكم حبة خردل من الإيمان لقلتم لتلك الشجرة أن تنقلع من مكانها و تنزرع في البحر ...ثم تقدمت غانية بملابسها البالية و بوجهها المليء بالمساحيق من نبي الله فلمست رداءه و قبلت قدمه ..فاستهجن القوم تصرفها و قال المسيح أمام تضاحكهم و لعناتهم السخية : إنها أفضل منكم ...قومي يا أمة الله لقد نجاك إيمانك....فقال صديقي لي مرة أخرى - لم افهم فقلت ... إني سأخرجك بفضل الله من ورطتك ....و لكن ليست العبرة أن ألقي بهذه المسامير على الأرض و اجعلها تمشي بعون الله ....و لا ان تهتز الخزانة المركونة هناك بقوة خفية ...و لا أن أجبرك على أن تتفوه بكل أسرارك .... سألقي نفسي عند ساق العرش و أدعو لك .... و أبكي بصلاتي ... لك ...لا بل للإنسانية كلها .... و عندما انحلت ورطته قال: الآن أقسم أنك لست مسكين ....فقلت له أستغفر الله ...كان الرسول الأعظم عليه و آله الصلاة و السلام يقول : اللهم أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني مع المساكين ....قل ما تشاء و لكن لا تتهكم .....لا تتهكم بطائر يطير في جوف السماء فقد يسقط على رأسك ...إن من العفة أن لا ننظر إلى الآخرين من ملابسهم و لا حتى من بريق كلامهم المعسول ....بل من إشراقات وجوههم و فيوضات أرواحهم بالأعمال النبيلة ....فاحتجاب ذو النون ( يونس ) عليه السلام في حوت الحرمان لأنه ساهم فكان من المدحضين .....
و دخول بلقيس الصرح بعد ان كشفت عن ساقيها لتظهر علومها الدفينة بعد أن فهمت من الكتاب الكريم (( سر بسم الله الرحمن الرحيم )) تلك الآية العظيمة التي احتوت العالمين العلوي و السفلي ..... لتخلص إلى الصرح البلوري بشفافيته فتصطدم بما احتواه من إبداع ..... و هي بالكاد تراه ..فكيف ترى الخالق( ليس كمثله شيء و هو السميع العليم ) .... و قميص يوسف ....و نار إبراهيم .... و سفينة نوح ....كل ذلك يصب في جنات تجري من تحتها الأنهار ..سوف أكتفي الآن ...كيف أحوالك الآن يا صديقي .....قال أنت في قلبي ....فقلت أنت في روحي ...فعامل الناس جميعا كما تحب أن يعاملوك ...لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ....و للقصة بقية ؟؟؟؟
-----
نسج : أ = نزار العمر
مصياف 11 - 5 - 2010م
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader