( صرير الأقلام ) – مدونات....
-في الشتاء حيث الطرقات الموحلة و مداخن المنازل القديمة توجهت مع أبو أحمد نحو البستان ، كان الطقس ضبابيا و الرؤيا لدينا غير جيدة ، و لكن بإصرار تجولنا بين الأشجار المخضلة بالندى ووقفنا آخر المطاف تحت شجرة ليمون، بدأنا نقطف بعضا من ليمونها المتخشب و لتتساقط فوق وجوهنا آلاف القطرات الباردة ...بارتجاف و قشعريرة تحول الموقف إلى تجربة جميلة تنعش القلب و تحفز المشاعر و لكن لا تطرد البرد عن جسدين رقيقين يطوفان هكذا فوق الحشائش الخضراء المبللة عند ( المحفارة ) القديمة...
-زورته مرارا في السنوات الخوالي ...أي أبو محمد ذلك بلغ من العمر عتيا ...تبارك الذي سكب في وجهه هذه الظرافة فكأنه مصنوع من حجر المرمر ...طيب القلب ذو لسان سليط إذا ما أخطأت معه .... رقيق الجانب لا بأس صادقا لا شبه في ذلك ...جالسته و سامرته كابن أخته المدلل...عند الظهيرة في يوم صيفي قطع البطاطا و الباذنجان و رش عليهم الملح و تركهم على طبق القش تحت أشعة الشمس لوقت قصير ...أما قطته المدللة شامة فكانت لعوب تدور حول الكرسي الخشبي الطويل و الفريد من نوعه و تتمسح بساقي و تلتصق بي فأطردها حتى أعاني من انقراص في الفقرات ...فتستلقي في ظل ظليل تخرج في دعة من جوفها ترجيع صوت مخيف و كأنها تتوعدني ...
ثم يبدأ الحاج حفلة القلي في منزله الترابي القديم ...جهز و دخن لفائف التبغ و تحدث عن مواقفه الصارمة ضد المغالطات و أهل النفاق و كم ردد قائلا ( الأمر لله حتى ينفذ المكتوب ) ..رحل و ذاكرتي مليئة بقصصه و حكمه ...و كم رحل أمثاله ....
- أحببتها وسع المحيط و بنيت لها في أرض ذاتي صرح الوفاء ....رسمت لها في حياتي جمالية لا نظير لها...كم مررت في حارتها لأشم رائحة العطر المسترسل من شعرها ... هي قابعة هناك في منزل أهلها ...فأعود أدراجي عودة قيس دون ليلى ... في غرفتي الصغيرة مسكت بأصابعي الفولاذية طائر العنقاء المتوثب في صدري ...خفت أن يقفز من بين ترائبي و يتخلى عن جسدي و يتركني شريطا أخضر على عود الرمان ...بدأت عروقي تنتفض في تذكاري .. نعم تذكاري لمحياها ...ما أعنيه محيا حبيبتي كانتفاض السمك الذي ألقته الأمواج العاتية فوق رمال الشاطئ...و كلما خاب أملي بلقاء قصير كنت أشعر كالسلحفاة التي خلعت درعها و في تجفاف أفكارها طلت جسدها النحيل الأخرق بالمربى فشدت أسراب الذباب مباسمها و لتشق الريح متوجهة لأفضل وليمة ...فما أبشع ذلك ؟؟!!! كتبت القصائد و طرزت خصر الشمعة الملتهبة بإبرة ذهبية ...لا تصدقوا ليست ذهبية و لكن مجرد رسومات لعاشق ستنتهي بانتهاء لهب تلك الشمعة عند عتبة الليل الأخيرة...كم سمعت مواء القطط آخر الليل ...إنه كصوت طفل خليع الولادة يتربع على عرشه فلك الحرمان ...مواء كصراخ من تسفل في مياه بئر عميق ...مظلم و موحل .... سمعت ضحكات بعض الشبان الذي قفلوا عائدين من سهرهم إلى منازلهم بازدحام الخطوات..نعم ليلقوا بأنفسهم إلى أسرَّتهم كإلقاء الخباز لعجينته المستديرة في قبو فرنه المستعر ...الحب مستمر ...باركونا بالزغردات و الدعوات ثم انصرفوا... رفعنا البوابة و أدخلنا كل حاجياتنا إلى العش الزوجي ...فقلت لها لا اصدق هل أنت أنت ؟؟؟ فابتسمت و قدمت لي زهرة النرجس ..و ألقت بفمي علك اللبان ...و قالت لنتشاطر هذا العش في دفء الحب و لنتجاوز مسافة الإنتظار بشراب يهدر في الكوب الفخاري ...هيا فالرب يباركنا ....
-مغامراتنا في الصبا لم تنته ... حيث نصبنا خيمة في الكرم ... كنت مع بعض الصحاب ... عند المغيب نسعد بشرب المتة ... الهضبة مرتفعه فيا للروعة...القلعة في الأسفل رابضة وسط المدينة و الحجرات من حولها كقطع السكر المترامية على صحن صيني معرق ...تعكر صفونا في الليل ...بعض المتطفلين أمطروا الخيمة المصنوعة من القنب و التي توهج في داخلها مصباح الكاز.....فأتتنا أول الهدايا ...تساقطت الحجارة علينا من كل جانب فأصابت المصباح وسقط متدحرجا في لعنة فرعونية لا براء منها ...و لتتحول الخيمة المشتعلة إلى ويلات...وفي صرخات استغاثة و استعجال رشقنا النيران بما توفر عندنا من مياه فجن جنون النار و شدت شعرها اللامع لكنها تراخت و هدأت فاستسلمت وانطفأت ... من أنتم ؟؟؟!!! الأصدقاء لا يفعلون هذا فتوقفوا و اظهروا ؟؟؟؟ ....لم تنقطع الحجارة حتى حين...نهض ذلك المارد من بين ملابسي ليلتهم تراب الأرض سخطا....بحثت عن الفاعلين...أين هم ؟ الآن وجدتهم عند الرابية ... قفزت باتجاه تجمعهم ... لتواكب صرخاتي حجارة من سجيل ...سقط واحدا منهم في خندق و آخر في ترعة مائية و آخر في غابة من الأشواك المقيتة و ليهرب من بقى .... لقد لقنتهم درسا لن ينسوه ... و كانت لنا تجربة لن ننساها أيضا ...
======================
نسج = أ : نزار العمر
مصياف / 29 – 5 – 2010م
-في الشتاء حيث الطرقات الموحلة و مداخن المنازل القديمة توجهت مع أبو أحمد نحو البستان ، كان الطقس ضبابيا و الرؤيا لدينا غير جيدة ، و لكن بإصرار تجولنا بين الأشجار المخضلة بالندى ووقفنا آخر المطاف تحت شجرة ليمون، بدأنا نقطف بعضا من ليمونها المتخشب و لتتساقط فوق وجوهنا آلاف القطرات الباردة ...بارتجاف و قشعريرة تحول الموقف إلى تجربة جميلة تنعش القلب و تحفز المشاعر و لكن لا تطرد البرد عن جسدين رقيقين يطوفان هكذا فوق الحشائش الخضراء المبللة عند ( المحفارة ) القديمة...
-زورته مرارا في السنوات الخوالي ...أي أبو محمد ذلك بلغ من العمر عتيا ...تبارك الذي سكب في وجهه هذه الظرافة فكأنه مصنوع من حجر المرمر ...طيب القلب ذو لسان سليط إذا ما أخطأت معه .... رقيق الجانب لا بأس صادقا لا شبه في ذلك ...جالسته و سامرته كابن أخته المدلل...عند الظهيرة في يوم صيفي قطع البطاطا و الباذنجان و رش عليهم الملح و تركهم على طبق القش تحت أشعة الشمس لوقت قصير ...أما قطته المدللة شامة فكانت لعوب تدور حول الكرسي الخشبي الطويل و الفريد من نوعه و تتمسح بساقي و تلتصق بي فأطردها حتى أعاني من انقراص في الفقرات ...فتستلقي في ظل ظليل تخرج في دعة من جوفها ترجيع صوت مخيف و كأنها تتوعدني ...
ثم يبدأ الحاج حفلة القلي في منزله الترابي القديم ...جهز و دخن لفائف التبغ و تحدث عن مواقفه الصارمة ضد المغالطات و أهل النفاق و كم ردد قائلا ( الأمر لله حتى ينفذ المكتوب ) ..رحل و ذاكرتي مليئة بقصصه و حكمه ...و كم رحل أمثاله ....
- أحببتها وسع المحيط و بنيت لها في أرض ذاتي صرح الوفاء ....رسمت لها في حياتي جمالية لا نظير لها...كم مررت في حارتها لأشم رائحة العطر المسترسل من شعرها ... هي قابعة هناك في منزل أهلها ...فأعود أدراجي عودة قيس دون ليلى ... في غرفتي الصغيرة مسكت بأصابعي الفولاذية طائر العنقاء المتوثب في صدري ...خفت أن يقفز من بين ترائبي و يتخلى عن جسدي و يتركني شريطا أخضر على عود الرمان ...بدأت عروقي تنتفض في تذكاري .. نعم تذكاري لمحياها ...ما أعنيه محيا حبيبتي كانتفاض السمك الذي ألقته الأمواج العاتية فوق رمال الشاطئ...و كلما خاب أملي بلقاء قصير كنت أشعر كالسلحفاة التي خلعت درعها و في تجفاف أفكارها طلت جسدها النحيل الأخرق بالمربى فشدت أسراب الذباب مباسمها و لتشق الريح متوجهة لأفضل وليمة ...فما أبشع ذلك ؟؟!!! كتبت القصائد و طرزت خصر الشمعة الملتهبة بإبرة ذهبية ...لا تصدقوا ليست ذهبية و لكن مجرد رسومات لعاشق ستنتهي بانتهاء لهب تلك الشمعة عند عتبة الليل الأخيرة...كم سمعت مواء القطط آخر الليل ...إنه كصوت طفل خليع الولادة يتربع على عرشه فلك الحرمان ...مواء كصراخ من تسفل في مياه بئر عميق ...مظلم و موحل .... سمعت ضحكات بعض الشبان الذي قفلوا عائدين من سهرهم إلى منازلهم بازدحام الخطوات..نعم ليلقوا بأنفسهم إلى أسرَّتهم كإلقاء الخباز لعجينته المستديرة في قبو فرنه المستعر ...الحب مستمر ...باركونا بالزغردات و الدعوات ثم انصرفوا... رفعنا البوابة و أدخلنا كل حاجياتنا إلى العش الزوجي ...فقلت لها لا اصدق هل أنت أنت ؟؟؟ فابتسمت و قدمت لي زهرة النرجس ..و ألقت بفمي علك اللبان ...و قالت لنتشاطر هذا العش في دفء الحب و لنتجاوز مسافة الإنتظار بشراب يهدر في الكوب الفخاري ...هيا فالرب يباركنا ....
-مغامراتنا في الصبا لم تنته ... حيث نصبنا خيمة في الكرم ... كنت مع بعض الصحاب ... عند المغيب نسعد بشرب المتة ... الهضبة مرتفعه فيا للروعة...القلعة في الأسفل رابضة وسط المدينة و الحجرات من حولها كقطع السكر المترامية على صحن صيني معرق ...تعكر صفونا في الليل ...بعض المتطفلين أمطروا الخيمة المصنوعة من القنب و التي توهج في داخلها مصباح الكاز.....فأتتنا أول الهدايا ...تساقطت الحجارة علينا من كل جانب فأصابت المصباح وسقط متدحرجا في لعنة فرعونية لا براء منها ...و لتتحول الخيمة المشتعلة إلى ويلات...وفي صرخات استغاثة و استعجال رشقنا النيران بما توفر عندنا من مياه فجن جنون النار و شدت شعرها اللامع لكنها تراخت و هدأت فاستسلمت وانطفأت ... من أنتم ؟؟؟!!! الأصدقاء لا يفعلون هذا فتوقفوا و اظهروا ؟؟؟؟ ....لم تنقطع الحجارة حتى حين...نهض ذلك المارد من بين ملابسي ليلتهم تراب الأرض سخطا....بحثت عن الفاعلين...أين هم ؟ الآن وجدتهم عند الرابية ... قفزت باتجاه تجمعهم ... لتواكب صرخاتي حجارة من سجيل ...سقط واحدا منهم في خندق و آخر في ترعة مائية و آخر في غابة من الأشواك المقيتة و ليهرب من بقى .... لقد لقنتهم درسا لن ينسوه ... و كانت لنا تجربة لن ننساها أيضا ...
======================
نسج = أ : نزار العمر
مصياف / 29 – 5 – 2010م
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader