[size=16]( اعتصار الروح )
==============
( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )
كان حبا يموج في الصدر و يترنح كالسنابل المتثاقلة تحت هبوب النسائم الطرية ...
كان تعنتا كتعنت الطفل المستمسك بلعبته بين يديه في تهافت الأطفال عليه و أمام إي إقبال غير مألوف يقلب شفتيه في ضجر و يجهز من مخزون روحه قطرات ساخنات ...
كان الأمل يمتد إلى بئر الغفلة كحزمة هلامية من إشراق شمس الوجود تسبح فيها ملايين إشارات الاستفهام ...
تخلفت الحبيبة عن الموعد ؟؟؟ نعم ، لكن لماذا ؟؟؟ كنت أمشي في الحواري القديمة ووجهي كغطاء أريكة فتق و خلع من مكانه ليلقى في الريح ...
أمشي متسفلا في الوحل ... ثملا تبدأ الأفكار زوابع صغيرة و ما تلبث كحبات الذرة ما فوق النار العارية أن تنفجر ... عدد لا بأس به من الهررة تحاول الخروج من كيس القنب دفعا للرطوبة و العتمة المقيتة ... و عند الظهيرة أقلــِّب ناظري في شوارع قد رمت يد القدر من غرباله العظيم أكداس و أكداس من النمل الطيار باتجاه قطع الحلوى المبعثرة ...أعود تحت ملابس الظلمة إلى قنديل والدتي ...إلى أوتار قيثارتي والدي المترهلة...لتحريك الجمر المتبقي من تنور جدي الأول ... و أطلق زفرات ترتجف لها صفحة السماء ... يا للإرث العظيم !!!!
الآن تجتمع السحب و يبدأ الرعد ثم الهطل الغزير ...
يجتمع الأهل و الخلان لبث البشرى ...الآن على الحبيبين دخول القفص الذهبي ... و يدوي صوت أجش من شجر الحور المحيط بنا ...
إن أردتما دخول القفص الذهبي عليكما تغيير براغي مفاصل تلك الأبواب القديمة ... استمر عملنا لساعات طويلة .. فقط غيرنا ألف و ستمائة برغي لعين ...و على السرير كانت قطة كبيرة تتكور ...
و عند النافذة الصغيرة مزهرية من النحاس فارغة إلا من صدى الدراجات النارية التي تلتهم طريقنا كل ثانية ... و خلف البواب عواء مديد ...لم نزل نسمع عواء الذئاب حتى تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر....
كان باكورة أطفالنا قرة عين لنا و سعة فضل الله للأسرة جميعها .. و ذات يوم اعتلاه اصفرار مخيف تبين لنا فيما بعد أن لا بد من إعطائه الدم ...ثم تلته الابنة المدللة على نفس الشاكلة ... حصل النفير ... تفرقت النعاج عن المزامير ... و انسحبت الدماء من أصابع العطاء الوفير ... و سلخت الأفاعي ثيابها فقد تعاظمت فجددت السم في نابها ...
الأمل ظل مستمرا رغم الشوك المنغرز في الروح و المسامير المستقرة في العظام ...
عانى ولدي في المدرسة ... في السوق ... في البيارة ... و استمر يرتقي سلم العلم في صبر و أناة حتى حصل على الشهادة الثانوية ...
نفخة جبريل و لمسة مريم و أوصاف الرب أكملت بناء هيكل الإيمان في قلبه ... فتدلت عناقيد الحب الشهي من عرش المولى ترفل بأعطارها المقدسة ...
و على كومة القش يقف عصفور النار ... القريب يتهكم و الصديق يترحم و الفهيم يترنم في عطشنا الحسيني ... من تلك الأم الرحيمة التي قدمت من وراء البحار ؟؟؟
إنها دانييل ذات القلب الطيب ... كانت سائحة التقينا بها فجأة في حديقة أم الحسن عند النواعير .. هناك تعرفنا عليها ... حنت و قدمت مساعدتها ؟؟؟ ذات يوم أخرجت ولدي من المشفى مثقلا من الآلام .. ألتقطه بين ذراعي المحترقتين كملقط يحيط بجمرة ملتهبة ... أو بطريق كهل يلتقط حبلا مدلى من السماء ... زلقني شخص بعينيه ... نعم كنت أصلي معه دائما في الصف الأول من الصلاة لأن الملائكة تزدحم فيه ؟؟؟؟ ...رمقني كمتفحص لفستان عروس موشى معروض في النافذة الزجاجية لمحل متهتك ...و كأن الأمر لا يعنيه ...إن من يساعد أخيه يبارك الله كل نفس من أنفاسه .. فأين الله في أرواحكم .. أين آدم في قلوبكم و المسيح في عروقكم .. أين موسى و عصاه ...و إبراهيم و إسماعيل .. و لوط و شعيب ...أين محمد و آله ... ألم يقل النبي محمد عليه و آله الصلاة و السلام ( اتق الله و لو بشق تمرة ) ...
إلهي لا تدخلني في تجربة و اختبار و اجعلني في كمال الرحمة يا غفار و اعصمني بلمم ذنوبي من أوار النار ... يا حنان يا منان يا جبار ...
اللهم صل على محمد المصطفى تاج علائم البهاء و على الأئمة المعصومين واسطة عقد السماء ... و على الأصحاب الصادقين عنفوان أهل الخير و العطاء و على التابعين من المهاجرين و الأنصار و المخلصين من الدهماء ...
================================================== ===
نسج = أ : نزار العمر
مصياف / 13 – 8 – 2010م
[/size]==============
( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )
كان حبا يموج في الصدر و يترنح كالسنابل المتثاقلة تحت هبوب النسائم الطرية ...
كان تعنتا كتعنت الطفل المستمسك بلعبته بين يديه في تهافت الأطفال عليه و أمام إي إقبال غير مألوف يقلب شفتيه في ضجر و يجهز من مخزون روحه قطرات ساخنات ...
كان الأمل يمتد إلى بئر الغفلة كحزمة هلامية من إشراق شمس الوجود تسبح فيها ملايين إشارات الاستفهام ...
تخلفت الحبيبة عن الموعد ؟؟؟ نعم ، لكن لماذا ؟؟؟ كنت أمشي في الحواري القديمة ووجهي كغطاء أريكة فتق و خلع من مكانه ليلقى في الريح ...
أمشي متسفلا في الوحل ... ثملا تبدأ الأفكار زوابع صغيرة و ما تلبث كحبات الذرة ما فوق النار العارية أن تنفجر ... عدد لا بأس به من الهررة تحاول الخروج من كيس القنب دفعا للرطوبة و العتمة المقيتة ... و عند الظهيرة أقلــِّب ناظري في شوارع قد رمت يد القدر من غرباله العظيم أكداس و أكداس من النمل الطيار باتجاه قطع الحلوى المبعثرة ...أعود تحت ملابس الظلمة إلى قنديل والدتي ...إلى أوتار قيثارتي والدي المترهلة...لتحريك الجمر المتبقي من تنور جدي الأول ... و أطلق زفرات ترتجف لها صفحة السماء ... يا للإرث العظيم !!!!
الآن تجتمع السحب و يبدأ الرعد ثم الهطل الغزير ...
يجتمع الأهل و الخلان لبث البشرى ...الآن على الحبيبين دخول القفص الذهبي ... و يدوي صوت أجش من شجر الحور المحيط بنا ...
إن أردتما دخول القفص الذهبي عليكما تغيير براغي مفاصل تلك الأبواب القديمة ... استمر عملنا لساعات طويلة .. فقط غيرنا ألف و ستمائة برغي لعين ...و على السرير كانت قطة كبيرة تتكور ...
و عند النافذة الصغيرة مزهرية من النحاس فارغة إلا من صدى الدراجات النارية التي تلتهم طريقنا كل ثانية ... و خلف البواب عواء مديد ...لم نزل نسمع عواء الذئاب حتى تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر....
كان باكورة أطفالنا قرة عين لنا و سعة فضل الله للأسرة جميعها .. و ذات يوم اعتلاه اصفرار مخيف تبين لنا فيما بعد أن لا بد من إعطائه الدم ...ثم تلته الابنة المدللة على نفس الشاكلة ... حصل النفير ... تفرقت النعاج عن المزامير ... و انسحبت الدماء من أصابع العطاء الوفير ... و سلخت الأفاعي ثيابها فقد تعاظمت فجددت السم في نابها ...
الأمل ظل مستمرا رغم الشوك المنغرز في الروح و المسامير المستقرة في العظام ...
عانى ولدي في المدرسة ... في السوق ... في البيارة ... و استمر يرتقي سلم العلم في صبر و أناة حتى حصل على الشهادة الثانوية ...
نفخة جبريل و لمسة مريم و أوصاف الرب أكملت بناء هيكل الإيمان في قلبه ... فتدلت عناقيد الحب الشهي من عرش المولى ترفل بأعطارها المقدسة ...
و على كومة القش يقف عصفور النار ... القريب يتهكم و الصديق يترحم و الفهيم يترنم في عطشنا الحسيني ... من تلك الأم الرحيمة التي قدمت من وراء البحار ؟؟؟
إنها دانييل ذات القلب الطيب ... كانت سائحة التقينا بها فجأة في حديقة أم الحسن عند النواعير .. هناك تعرفنا عليها ... حنت و قدمت مساعدتها ؟؟؟ ذات يوم أخرجت ولدي من المشفى مثقلا من الآلام .. ألتقطه بين ذراعي المحترقتين كملقط يحيط بجمرة ملتهبة ... أو بطريق كهل يلتقط حبلا مدلى من السماء ... زلقني شخص بعينيه ... نعم كنت أصلي معه دائما في الصف الأول من الصلاة لأن الملائكة تزدحم فيه ؟؟؟؟ ...رمقني كمتفحص لفستان عروس موشى معروض في النافذة الزجاجية لمحل متهتك ...و كأن الأمر لا يعنيه ...إن من يساعد أخيه يبارك الله كل نفس من أنفاسه .. فأين الله في أرواحكم .. أين آدم في قلوبكم و المسيح في عروقكم .. أين موسى و عصاه ...و إبراهيم و إسماعيل .. و لوط و شعيب ...أين محمد و آله ... ألم يقل النبي محمد عليه و آله الصلاة و السلام ( اتق الله و لو بشق تمرة ) ...
إلهي لا تدخلني في تجربة و اختبار و اجعلني في كمال الرحمة يا غفار و اعصمني بلمم ذنوبي من أوار النار ... يا حنان يا منان يا جبار ...
اللهم صل على محمد المصطفى تاج علائم البهاء و على الأئمة المعصومين واسطة عقد السماء ... و على الأصحاب الصادقين عنفوان أهل الخير و العطاء و على التابعين من المهاجرين و الأنصار و المخلصين من الدهماء ...
================================================== ===
نسج = أ : نزار العمر
مصياف / 13 – 8 – 2010م
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader