سفينة نوح ودروب الهوى

الرفني كتب:

إخوتي الأعزاء

جميل أن نوجه دفة الحوار بيننا نحو الحب الإلهي

فكما هو ملاحظ أن الجميع يحاول رسم صورة لهذا العشق كما يراه
فهذه هي الفطرة السليمة التي فطرت عليها الإنسانية كما قال باريها:

{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }

وذلك قبل أن تتراكم عليها ظلمات عالم الكون والفساد وتمتد إليها أيدي الآراء والقياسات، فأصبحت في أسفل سافلين، فكان قوله تعالى:

{ والعصر إن الإنسان لفي خسر }

فكان الهلاك مصيرها، والضياع سبيلها لولا تجلي الرحمة الإلهية لتستثني أصحاب الهمة

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات }

فرسم طريق النجاة وحدد وسيلة الترقي

{ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }

فبالإيمان والعمل نرتقي
وتنال النفوس الصفاء
وتستشعر القلوب الروح والريحان
وتبتعد عن إتباع الشهوات وتدع العكوف على تربية الأبدان التي هي بحق عبادة الأصنام
وتطلب أن تكون من عباد الرحمن، لتعود إلى خير الأوطان

فكيف ستبحر أنفسنا في بحار ظلمات التعطيل والتشبيه ؟؟

كيف ستتجاوز أمواج البدع والجهالات المتراكمة ؟؟

هل نمضي بما نقيس ونعلم ؟؟!!

أم أن هذه القلوب بحاجة إلى سفينة تستقلها وربان يقودها إلى بر الأمان؟؟

سخر الجميع من نوح عليه السلام وهو يبني السفينة
وكل واحد كان يظن أنه معتصم بجبل سيحميه من الطوفان

فهل بنى نوح سفينته بآراء ووجهات نظر ؟؟

هل تسير سفينة العشق بلا ربان ولا شراع ؟؟

هل ينفع النظر السليم في الظلام الدامس ؟؟


هل يقوى قلب لم يدع أبسط الشهوات من طعام أو شراب لبضع ساعات على حمل سر بارئ الأكوان ؟؟؟؟؟؟؟

كفانا بدك الجبل وصعق موسى للاعتبار

فهذه دعوة للحوار

ولكم خالص المحبة