أتسكب دمـــــع العــــين بالعبرات ؟ ! * وبـــــت تقـــــاسي شــدة الزفرات ؟ !
وتبـــــكي لآثـــــار لآل محـــــمـــد ؟ ! * فـــــقــد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فـــــابكهم حـــــقا وبـــــل عـــليهم * عـــــيونا لـــــريب الدهـــــر منسكبات
ولا تــــنس في يوم الطفوف مصابهم * وداهيـــــة مـــــن أعـــــظم النــــكبات
سقـــــى الله أجـداثا على أرض كربلا * مرابـــــيع أمطـــــار مـــــن المـزنات
وصلـــــي عـــلى روح الحسين حبيبه * قتـــــيلا لـــــدى النـــــهرين بالفلوات
قتـــــيلا بلا جـــــرم فجعـــــنا بفـــــقده * فـــــريدا ينادي : أين أين حماتي ؟ !
أنا الظامئ العطشان في أرض غربة * قتـــــيلا ومظـــــلوما بغـــــير تــرات
وقـــــد رفعوا رأس الحسين على القنا * وســـــاقوا نســـــاء ولها خــــفرات
فقل لابن سعـــــد : عذب الله روحـــــه * : ستـــــلقى عـــــذاب النار باللعنات
سأقـــــنت طـــول الدهر ما هبت الصبا * وأقنـــــت بالآصـــــال والغـــــــدوات
عـــــلى معـــشر ضلوا جميعا وضيعوا * مقـــــال رســـــول الله بالشـــــبهـات
_________________
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ..
هو الثمرة الثانية من ثمار البيت النبوي الطاهر ، أبوه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي لا ينكر فضله أحد ، فهو أمير المؤمنين وباب مدينة العلم ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وأمه فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين وبضعة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم .
فهو (ع) خير الناس أباً وأماً وجداً وجدةً وعماً وعمةً . وقد خصه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمناقب العظيمة والخصائص الفريدة ليجعل حقه ومنزلته مشهورة متواترة على مر التاريخ .
فقد قال (ص) : "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" (1) . ويا لها من فضيلة عظيمة لم يشاركه فيها أحد سوى أخوه الإمام الحسن عليه السلام .
وقال أيضاً (ص) : "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط" (2) . وهذا الحديث الشريف يدعونا إلى التأمل والتفكر .. فإن كان حسين (ع) من رسول الله (ص) ، فيا ترى ما معنى أن رسول الله من حسين ؟! ما الذي سيقدمه الحسين لدين جده (ص) حتى يكون (ص) منه (ع) ؟!!
إن أهم حادثة في حياة الإمام الحسين (ع) هي فداؤه وتضحيته وشهادته مع أولاده وأصحابه في كربلاء سنة 61 هـ . الحادثة التي حيّرت العقول وهزّت المشاعر . هذه الحادثة التي بقيت على صفحات التاريخ بارزة شاخصة بحيث تُنسى بقية الحوادث في مقابلها !
يا ترى لماذا اختار الحسين الموت ؟! لماذا آثر بأن يُقتل عطشاناً مع خيرة أصحابه وأهله ؟! لماذا لم يبايع يزيداً ويدفع عن نسوته وأطفاله السبي والذل والضرب من أبناء الطلقاء وزمرتهم ؟!
نترككم مع أقوال الإمام الحسين (ع) ، فهي أبلغ وأصدق في الإجابة على هذه التساؤلات ..
"إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شارب الخمور وقاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله" .
"على الإسلام السلام إذا بليت الأمة براعٍ مثل يزيد" .
"يا أخي، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوىً لما بايعت يزيد بن معاوية" .
"وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي صلّى الله عليه وآله. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين" .
"خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف! وخير لي مصرع أنا لاقيه . كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلا ، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً . لا محيص عن يوم خطّ بالقلم . رضا الله رضانا أهل البيت . نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين . لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده . ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى" .
"أيها الناس، إن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً عهده مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله" .
"ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً" .
"لا والله، لا أُعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد" .
"ألا وإن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر" (3) .
فخروج الحسين عليه السلام لم يكن خروجاً لطلب الخلافة والحكم والدنيا كما يزعم البعض ويفتريه على سيد شباب أهل الجنة ، وإنما – كما صرح سلام الله عليه – لطلب الإصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فصار الحسين مناراً للشهداء والثائرين في سبيل الحق والوقوف في وجه الظلم والطغيان ..
يقول (غاندي) محرر الهند : "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر" .
ويقول المستشرق الألماني (ماربين) : "قدم الحسين للعالم درساً في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته ، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما . لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لادوام له . وأن صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلا أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة إلا كريشة في مهب الريح" .
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للسير على خطى الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ويحشرنا في زمرته يوم القيامة .. والسلام على الحسين يوم وُلد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً .
وتبـــــكي لآثـــــار لآل محـــــمـــد ؟ ! * فـــــقــد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فـــــابكهم حـــــقا وبـــــل عـــليهم * عـــــيونا لـــــريب الدهـــــر منسكبات
ولا تــــنس في يوم الطفوف مصابهم * وداهيـــــة مـــــن أعـــــظم النــــكبات
سقـــــى الله أجـداثا على أرض كربلا * مرابـــــيع أمطـــــار مـــــن المـزنات
وصلـــــي عـــلى روح الحسين حبيبه * قتـــــيلا لـــــدى النـــــهرين بالفلوات
قتـــــيلا بلا جـــــرم فجعـــــنا بفـــــقده * فـــــريدا ينادي : أين أين حماتي ؟ !
أنا الظامئ العطشان في أرض غربة * قتـــــيلا ومظـــــلوما بغـــــير تــرات
وقـــــد رفعوا رأس الحسين على القنا * وســـــاقوا نســـــاء ولها خــــفرات
فقل لابن سعـــــد : عذب الله روحـــــه * : ستـــــلقى عـــــذاب النار باللعنات
سأقـــــنت طـــول الدهر ما هبت الصبا * وأقنـــــت بالآصـــــال والغـــــــدوات
عـــــلى معـــشر ضلوا جميعا وضيعوا * مقـــــال رســـــول الله بالشـــــبهـات
_________________
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ..
هو الثمرة الثانية من ثمار البيت النبوي الطاهر ، أبوه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي لا ينكر فضله أحد ، فهو أمير المؤمنين وباب مدينة العلم ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وأمه فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين وبضعة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم .
فهو (ع) خير الناس أباً وأماً وجداً وجدةً وعماً وعمةً . وقد خصه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمناقب العظيمة والخصائص الفريدة ليجعل حقه ومنزلته مشهورة متواترة على مر التاريخ .
فقد قال (ص) : "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" (1) . ويا لها من فضيلة عظيمة لم يشاركه فيها أحد سوى أخوه الإمام الحسن عليه السلام .
وقال أيضاً (ص) : "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط" (2) . وهذا الحديث الشريف يدعونا إلى التأمل والتفكر .. فإن كان حسين (ع) من رسول الله (ص) ، فيا ترى ما معنى أن رسول الله من حسين ؟! ما الذي سيقدمه الحسين لدين جده (ص) حتى يكون (ص) منه (ع) ؟!!
إن أهم حادثة في حياة الإمام الحسين (ع) هي فداؤه وتضحيته وشهادته مع أولاده وأصحابه في كربلاء سنة 61 هـ . الحادثة التي حيّرت العقول وهزّت المشاعر . هذه الحادثة التي بقيت على صفحات التاريخ بارزة شاخصة بحيث تُنسى بقية الحوادث في مقابلها !
يا ترى لماذا اختار الحسين الموت ؟! لماذا آثر بأن يُقتل عطشاناً مع خيرة أصحابه وأهله ؟! لماذا لم يبايع يزيداً ويدفع عن نسوته وأطفاله السبي والذل والضرب من أبناء الطلقاء وزمرتهم ؟!
نترككم مع أقوال الإمام الحسين (ع) ، فهي أبلغ وأصدق في الإجابة على هذه التساؤلات ..
"إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شارب الخمور وقاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله" .
"على الإسلام السلام إذا بليت الأمة براعٍ مثل يزيد" .
"يا أخي، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوىً لما بايعت يزيد بن معاوية" .
"وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي صلّى الله عليه وآله. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين" .
"خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف! وخير لي مصرع أنا لاقيه . كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلا ، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً . لا محيص عن يوم خطّ بالقلم . رضا الله رضانا أهل البيت . نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين . لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده . ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى" .
"أيها الناس، إن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً عهده مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله" .
"ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً" .
"لا والله، لا أُعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد" .
"ألا وإن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر" (3) .
فخروج الحسين عليه السلام لم يكن خروجاً لطلب الخلافة والحكم والدنيا كما يزعم البعض ويفتريه على سيد شباب أهل الجنة ، وإنما – كما صرح سلام الله عليه – لطلب الإصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فصار الحسين مناراً للشهداء والثائرين في سبيل الحق والوقوف في وجه الظلم والطغيان ..
يقول (غاندي) محرر الهند : "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر" .
ويقول المستشرق الألماني (ماربين) : "قدم الحسين للعالم درساً في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته ، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما . لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لادوام له . وأن صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلا أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة إلا كريشة في مهب الريح" .
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للسير على خطى الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ويحشرنا في زمرته يوم القيامة .. والسلام على الحسين يوم وُلد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً .
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader