فأهلاً بك 
تمضي الأيام سراعاً وتتابع الشهور في إثر بعضها وماهي إلا أيام قليلة وتطل علينا بداية جديدة لسنة هجرية تؤرخ لتاريخ عزيز علينا كمسلمين ،
فذلك يوم من الزمان سجل نصراً إلهياً لأعظم رسالة سماوية عرفتها البشرية ، وتأييداً ربانياً لأكرم مخلوق جاء ليكون رحمةً مهداةً للبشرية جمعاء ،
فبعد حوالي عشرة وثلاثة من السنين مرت على بدء الدعوة الإسلامية قضاها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الناس في مكة المكرمة إلى دين الحق وشريعة الإسلام ، لاقى خلالها ما لاقى من عدوان الجهل والجاهلية وظلم أولي القربى والتضييق على الأهل والأصحاب ، وخصوصاً عندما عمد مشركو قريش إلى حصار النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مع من أسلم معه من أهله وأصحابه في شعاب عمه أبوطالب عليه السلام وضيقوا عليهم في كل مستلزمات الحياة حتى في الطعام والشراب،
ومن ثم وفاة أهم ركنين من أنصاره وأعوانه عمه أبو طالب وزوجته خديجة سلام الله عليهم ، واجتماع زعماء الشرك في قريش على قتل النبي ،
أراد الله أن يفرج همه ويصدقه وعده ويظهر أمره ويضعه على طريق النصر ، فأوحى له أن هاجر إلى يثرب .
نعم لقد كانت الهجرة البداية االحقيقية للنصر الإلهي لنبيه ولدينه .
لقد كانت الهجرة النقلة النوعية للإنسانية على طريق الهدى والصلاح والإرتقاء إلى دار الصفاء .
لقد كانت الهجرة الشعلة التي أضاءت سماء العقول وأنذرت بزوال ظلمة الجهل .
نعم كان هذا اليوم يستحق أن يكون بداية جديدة اعتمدها المسلمون لتقويمهم وحساب سنينهم ، لأنه كان الإنطلاقة الحقيقية لفكر وقاد سيغير ملامح الإنسانية ويدفع عجلة التطور العقلي إلى أفق جديدة لم تخطر على قلب بشر
لذلك كان استقبل أهل يثرب (والتي سيكون اسمها من ذلك اليوم المدينة المنورة ) للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكلمات الرائعة
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة ... مرحباً يا خير داع
*****
ولكن كيف سيمضي النبي دون ان يشعر به أهل مكة ؟؟
كان لابد أن يوهمهم أنه مازال في فراشه حتى يأمن مكرهم ، إذاً لابد أن ينام شخصٌ ما في فراشه !!
فمن لهذه المهمة ؟؟
من سيعرض نفسه لهجوم أربعين فارساً من صناديد قريش يمثلون كل بطونها بيتوا أمرهم على قتل النبي المصطفى ويكون فداءاً لسيد الخلق أجمعين ؟؟
نعم ليس هناك سوى فتىً واحد دائماً ولكنه ليس كبقية اقرانه
إنه شاب لا تساوي الدنيا كلها عنده إلا كعفطة عنز
إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب صلوات ربي وسلامه عليه
قال مولانا علي عليه السلام : أو تسلم يا رسول الله ؟؟
روحي لروحك الفدا ونفسي لنفسك الوقا
أوصى النبي الأكرم مولانا علياً أن يقضي دينه ويرد ما عنده من الأمانات لأصحابها ، ولكن أعظم ما في الأمر أن يأتمنه على أعظم ما لديه
أهل بيته من النساء
وفيهم فلذة كبده سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات ربي وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
*******
وفي المجتمع الجديد يلتقي الذين هجروا من ديارهم وتركوا خلفهم دورهم وأموالهم وأهلهم مع الذين سيستقبلوهم بالحفاوة والتكريم ويتقاسمون معهم كل شيء دورهم وأموالهم وأراضيهم وطعامهم وشرابهم وكأنهم إخوة لأب واحد ،
وكل ذلك لنصرة نبي الهدى وإعزاز دين الحق وتطبيق شريعة الإسلام والفوز بنعيم الجنان
كيف لا يكون هذا الدين أعظم دين عرفته البشرية ؟؟
وقد قام بهذه السواعد التي لا تلين
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
فلتكن هذه الذكرى إحياءاً لهذه المعاني السامية
لتكن تجديداً لعهد الولاء والتمسك بأهداب ديننا الحنيف
لتكن عهداً وميثاقاً لنا مع نبي الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم
لتكن دافعاً لنا لطلب الارتقاء إلى دار الصفاء وعالم الروح والريحان
فكل عام والأمة الإسلامية بألف خير
عام نتمنى أن يستعيد به المسلمون
ذكرى الفداء ويتعلموه من مولانا علي عليه السلام
وذكرى الإخاء ويتعلموه من المهاجرين والنصار ا
ذكرى بناء المجتمع المتماسك الذي تذوب فيه الفوارق ويكون الهدف تحقيق الوجود في هذا العالم بقوتي العلم والعمل
» (العالم والمتعلم)
» (الستر على المؤمن)
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
» طلب معلومات عن حجج الله
» التلاعب بالترددات
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم