تكنولوجيا لائقة..

تكنولوجيا لائقة.. بلدنا | إباء منذر
المواطن في بلادنا يبحث دائماً عن الأفضل من ناحية التقنيات، فلا يشتري إلا الأجهزة المتطوِّرة تكنولوجياً، ويدفع مقابل هذه التقنيات مبالغ طائلة، وغالباً ما تكون هذه التقنيات عصية عن الفهم بالنسبة إليه، ليبدو الأمر في أحيانٍ كثيرة نوعاً من «البرستيج».. وأقرب مثال على ذلك، هو ما يجري في ظلِّ ماراتون التطوير للأجهزة الخليوية، حيث التهافت على اقتناء أحدث الأجهزة،
وطبعاً أقصى استخداماتنا لها هو إجراء المكالمات وتحويلها إلى كاميرا منزلية، وفي أفضل الأحوال هناك مَن يستخدمها للاتصال بشبكة الإنترنت، طبعاً لإجراء المحادثة.. وحال الأجهزة الخليوية كحال باقي الأجهزة المنزلية، فيبدو أنَّ مبتكري هذه التقنيات لم يراعوا خصوصية شعوبنا وطريقة تعاملهم معها، فحتى دفاتر الإرشادات نادراً ما يتمُّ النظر إليها، على أساس أننا نفقه في كلِّ شيء، ولسنا بحاجةٍ إلى أيِّ نوعٍ من التوجيه، ويكفينا أننا نمتلك هذه التقنيات، بغضِّ النظر إذا ما كنا قادرين على استخدامها والاستفادة منها أم لا.. كما أننا نستطيع أن نكون ورشاً لإصلاح الأعطال الطارئة، ليس عن دراية بهذه التقنية، ولكن مِن منطلق الثقة بإمكاناتنا الذاتية، فنحاول إصلاح الأعطال، إما بالاستغناء عن بعض القطع وشدّ بعض البراغي، وإذا حالفنا الحظ مرة واستطعنا إعادة تشغيل الجهاز نتحوَّل إلى عارفين بكلِّ عطلٍ يمكن أن يحدث في أيٍّ من الأجهزة الأخرى، لتكون التكنولوجيا لائقة لاستعمالنا لها.