في ذلك الزمان..
وتحديداً في عام 244 من الهجرة الشريفة، ولد في قرية
الطور في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء، في الجنوب العربي من إيران، طفل اصطفته
الألوهة لنفسها. وأسمي كالقدر بالحسين.
وقد كان والده المدعو منصور، (حلاج) قطن،
تنقل وهو معه في مختلف مراكز النسيج في الأهواز. ليصل إلى مدينة " واسط
" حيث كانت مدرسة قرآنية معروفة، درس طفلنا فيها القراءة و القواعد، قبل أن
يغادرها إلى بلدة " تستر " حيث أضحى مريداً لدى شيخ متصوف وصاحب طريقة
تدعى بـ" السالمية " هو، السهل بن عبدالله التستري.
وكان الحلاج قد سمع بالسهل في بلدة واسط،
على لسان قاض عجوز من جنديسابور يدعى بالصارفيني. والسهل هذا، كان من اوائل السنّة
الذين حاولوا وضع تفسير روحاني للقرآن.
وقد بقي الحلاّج سنتين (من عام 260 إلى عام
262 هـ.)، لدى السهل مريداً، صامتاً ومستمعاً إلى تعاليم أستاذه وإلى ما كان يدور
في حضرته من نقاشات هامة مع أتباعه، الذين نعدد منهم، الجريري و البربراهي وعمر بن
واصل العنبري، إلخ. وتستر الواقعة كما نعلم في الأهواز، كانت في حينه خاضعة لاختلاجات
أول ثورة لمحرومي الإسلام آنذاك. تلك التي عرفت في التاريخ و لم تزل بثورة الزنج.
(تأمل)
ما هي يا ترى تلك العلاقة، أو لنقل، ما هو
ذلك الرابط بين الحياة المادية للإنسان في قلب هذا العالم الذي ما زال موحشاً، وفي
سبيل تأمين متطلباته الدنيا، وذلك الميل الجاذب إلى المطلق و/أو العدم؟
ثم، كيف يصبح الإنسان مريداً؟ كيف، وهو من
قلب تلك المادة الأصم، يصبح طامحاً إلى الترفع إلى دروب " الحكمة الإلهية
"؟
أو بتعبير آخر، كيف تمايزت تلك الذرة من
الغبار عن سواها؟ وكيف وعت، وهي المادة كانت ولم تزل روحها؟ وكيف وعت، وهي الغارقة
في قلب الملايين والملايين من أمثالها، وحدانيتها؟
إلهي كم راودتني تلك التساؤلات. وكم ما زالت
تراودني. أشعر كأني أحترق، وكالوهم أكاد أسمع من الأعماق صرخة صامتة تتمزق محبة
وتنادي من غياهب عدمها..
أن سأكون وأتكاثر إلى ما لا نهاية.
ومن خلالها أكاد أتلمس كيف أضحى
"الصفر" واحداً. وأكاد أتلمس كيف أضحى "الواحد" وجوداً
وعدداً.
يا إلهي، وما نتلمسه ليس سوى بعض من لا
نهايتك.
والعقل، والقلب يقولان أنه حين لا يوجد سوى
ذلك الأحد، لا بد من تواجد العدد.
والعقل، والقلب يقولان أنه لكي تعبر تلك
"الروح المطلق" عن نفسها، تحتاج إلى تلك "المادة اللامتناهية"
التي تشع من ذاتها، وتسعى من خلالها عن وعي إلى العدم من جديد.
إلهي إني أتمزق، ولكن.. لتكن مشيئتك، كما في
السماء، كذلك على الأرض..
وإرادتك قد شاءت بالنسبة لمريدك، أن يقبع
فترة مستمعاً وصامتاً عند قدمي "معلمه الأول". ثم، أن يتجاوز ذلك المعلم
ويتابع مساره على خطاك، على ذلك الطريق حيث..
سكوت ثـم
صمت ثم خرس وعلم ثـم وجـد ثـم رمـس
وطين ثـم
نـار ثـم نـور وبرد ثـم ظـلّ ثـم شمـس
وحزن ثـم
سهـل ثم قفـر ونهـر ثـم بحـر ثـم يبس
وسكر ثم
صحـو ثم شوق وقرب ثـم وفـر ثـم أنـس
وقبض ثـم
بسط ثم محـو وفرق ثـم جمـع ثـم طمس
وأخذ ثـم رد ثـم جـذب ووصف ثـم
كشف ثـم لبـس
عبارات
لأقـوام تسـاوت لديهـم هـذه الدنـيا
وفلـس
وأصوات وراء الباب لكن عبارات
الورى في القرب همس
وأخر ما
يؤول إليه عبـد إذا بلـغ المـدى حظ
ونفـس
لأن الخلق خدام الأمـاني وحق
الحق في التحقيـق قدس
ذاك
الطريق الذي قاده إلى...
وتحديداً في عام 244 من الهجرة الشريفة، ولد في قرية
الطور في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء، في الجنوب العربي من إيران، طفل اصطفته
الألوهة لنفسها. وأسمي كالقدر بالحسين.
وقد كان والده المدعو منصور، (حلاج) قطن،
تنقل وهو معه في مختلف مراكز النسيج في الأهواز. ليصل إلى مدينة " واسط
" حيث كانت مدرسة قرآنية معروفة، درس طفلنا فيها القراءة و القواعد، قبل أن
يغادرها إلى بلدة " تستر " حيث أضحى مريداً لدى شيخ متصوف وصاحب طريقة
تدعى بـ" السالمية " هو، السهل بن عبدالله التستري.
وكان الحلاج قد سمع بالسهل في بلدة واسط،
على لسان قاض عجوز من جنديسابور يدعى بالصارفيني. والسهل هذا، كان من اوائل السنّة
الذين حاولوا وضع تفسير روحاني للقرآن.
وقد بقي الحلاّج سنتين (من عام 260 إلى عام
262 هـ.)، لدى السهل مريداً، صامتاً ومستمعاً إلى تعاليم أستاذه وإلى ما كان يدور
في حضرته من نقاشات هامة مع أتباعه، الذين نعدد منهم، الجريري و البربراهي وعمر بن
واصل العنبري، إلخ. وتستر الواقعة كما نعلم في الأهواز، كانت في حينه خاضعة لاختلاجات
أول ثورة لمحرومي الإسلام آنذاك. تلك التي عرفت في التاريخ و لم تزل بثورة الزنج.
(تأمل)
ما هي يا ترى تلك العلاقة، أو لنقل، ما هو
ذلك الرابط بين الحياة المادية للإنسان في قلب هذا العالم الذي ما زال موحشاً، وفي
سبيل تأمين متطلباته الدنيا، وذلك الميل الجاذب إلى المطلق و/أو العدم؟
ثم، كيف يصبح الإنسان مريداً؟ كيف، وهو من
قلب تلك المادة الأصم، يصبح طامحاً إلى الترفع إلى دروب " الحكمة الإلهية
"؟
أو بتعبير آخر، كيف تمايزت تلك الذرة من
الغبار عن سواها؟ وكيف وعت، وهي المادة كانت ولم تزل روحها؟ وكيف وعت، وهي الغارقة
في قلب الملايين والملايين من أمثالها، وحدانيتها؟
إلهي كم راودتني تلك التساؤلات. وكم ما زالت
تراودني. أشعر كأني أحترق، وكالوهم أكاد أسمع من الأعماق صرخة صامتة تتمزق محبة
وتنادي من غياهب عدمها..
أن سأكون وأتكاثر إلى ما لا نهاية.
ومن خلالها أكاد أتلمس كيف أضحى
"الصفر" واحداً. وأكاد أتلمس كيف أضحى "الواحد" وجوداً
وعدداً.
يا إلهي، وما نتلمسه ليس سوى بعض من لا
نهايتك.
والعقل، والقلب يقولان أنه حين لا يوجد سوى
ذلك الأحد، لا بد من تواجد العدد.
والعقل، والقلب يقولان أنه لكي تعبر تلك
"الروح المطلق" عن نفسها، تحتاج إلى تلك "المادة اللامتناهية"
التي تشع من ذاتها، وتسعى من خلالها عن وعي إلى العدم من جديد.
إلهي إني أتمزق، ولكن.. لتكن مشيئتك، كما في
السماء، كذلك على الأرض..
وإرادتك قد شاءت بالنسبة لمريدك، أن يقبع
فترة مستمعاً وصامتاً عند قدمي "معلمه الأول". ثم، أن يتجاوز ذلك المعلم
ويتابع مساره على خطاك، على ذلك الطريق حيث..
سكوت ثـم
صمت ثم خرس وعلم ثـم وجـد ثـم رمـس
وطين ثـم
نـار ثـم نـور وبرد ثـم ظـلّ ثـم شمـس
وحزن ثـم
سهـل ثم قفـر ونهـر ثـم بحـر ثـم يبس
وسكر ثم
صحـو ثم شوق وقرب ثـم وفـر ثـم أنـس
وقبض ثـم
بسط ثم محـو وفرق ثـم جمـع ثـم طمس
وأخذ ثـم رد ثـم جـذب ووصف ثـم
كشف ثـم لبـس
عبارات
لأقـوام تسـاوت لديهـم هـذه الدنـيا
وفلـس
وأصوات وراء الباب لكن عبارات
الورى في القرب همس
وأخر ما
يؤول إليه عبـد إذا بلـغ المـدى حظ
ونفـس
لأن الخلق خدام الأمـاني وحق
الحق في التحقيـق قدس
ذاك
الطريق الذي قاده إلى...
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader