كان إسماعيل وحتى الخامسه من عمره طفلاً شقياً لايهدأ ولايسكن أبداً,دائم الحركه والشجار مع كل أقرانه كانت أمه تخشى عليه من أمهات أقرانه لفرط مايفعله باأطفالهن وهو لم يكن يكترث لأحد,يريد أن يلعب ويركض ضاحكاً بما يسببه من القلق والأزعاج لكل من حوله لايعرف غير ذالك,
" الأزعااج هو الحياه التي يحبها "
أنتظم في السادسه من عمره على مقاعد الدراسه ككل أقرانه وبينما هم يدرسون بكل كد وأجتهاد وينهلون من العلم,كان هو سارحاً بخياله لايفهم ولايعلم ولايريد حتى أن يفهم..!
تعب معلمه من كثرة مايوبخه محاولاً شد إنتباهه ودفعه للتركيز فيما يقول ولكنه لايهتم فلا شيء مهم فيما يقوله هذا المعلم...لا تعجبه تلك الحروف والكلمات ولا حتى الأعداد لايستوعبها ولايريد أن يحاول حتى.
لما أدرك معلمه أن لافائده ترجى منه قام باأستدعاء ذويه وأخبرهم بحال أبنهم وأنه لم يعد يستطيع التعامل معه فكل أقرانه يتقدمون بشكل ملحوظ وأنه يضطر لتعنيفه في كل مره يبتعد فيها بخياله,أخذ أهله يقدمون الأعتذارات لمعلمه ويعدونه باأنهم سيحاولون جاهدين معرفة الأسباب التي تشغل تفكيره وسيقومون بحلها بإذن الله.
عاد الفتى الصغير إلى منزله وهو في قمة سعادته,كان أهله ينتظرون عودته للتحدث معه ومعرفة مما يعاني,أخبروه بإن معلمه مستاء منه ومن أنه لايتجاوب معه وبإنه دائم التفكير والشرود في المدرسه وسألوه فيما هو يفكر ألى هذا الحد,فاأجابهم الفتى بكل عفويه بعيده عن تلك الهاله الكبيره التي صنعها الكبار من حوله وعن ظنهم السيء بإنه ربما يكون مصاباً عقلياً قائلاً:
"أفكر متى بنرجع للبيت بسرعه عشان أسبق أخواني وأحجز لي مقعد في المرجيحه...قبل مايحجزونها أخواني كلها ولا يخلوني ألعب..........!!
كان في بيتهم مرجيحه لها ثلاث مقاعد ومصنوعه من الحديد..
كل هذه الفوضى والقلق....
كل هذا الهرج والمرج....
والسبب..................................لعبه!
كان شغوفاً بها أكثر من سائر أخوته حتى في وقت الظهيره وتحت الشمس الحارقه..كان يتأرجح ذهاباً وأياباً,جعلت أحلامه بالطيران تبدو واقعاً ملموساً حتى شاء الله وأرتطم بها في رأس أحد أخوته الصغار وهو يمشي أمامه..حاول إيقافها ولم يستطع..
سقط أخيه والدم يسيل من رأسه نظر إليه إسماعيل بخوف مرعوباً مما فعل....
قرر والده بعد هذه الحادثه أن يأخذها بعيداً,لم تفلح محاولاته في صد أبيه عن فعل ماعزم عليه..فكان فقدانها أول خساره عرفها في حياته,أحبها بكل جوارحه وأحب تلك اللحظات التي طار فيها ألى أبعد نقطه بالنسبه إليه...سببت له رعباً ونشوة وفرحه,عنت له الكثير جعلت كل الأشياء من حوله تتحرك وتطير معه, جعلته يشعر باأشياء ممتعه وجميله .......وغاابت..!
عندما أصبح إسماعيل في السنه الثانيه الإبتدائيه إنقلب كل كسله وبروده فجأه إلى إجتهاد وحماس منقطع النظير لفت إليه كل مدرسيه وزملاؤه,أصبح يعشق الدراسه والكتب..ويحب الحضور إلى المدرسه حريصاً على عدم الغياب حتى في آخر يوم دراسي.
تحسن مستواه وتقدم في صفه وفي ترتيبه الدراسي بينهم..؟!
كان السر الأعظم وراء كل هذا هو معلمه في الصف الثاني والثالث,فقد كان على خلق رفيع ونبيل وذو تعامل حسن بعكس مدرس السنه الأولى والذي لم يكن يتردد عن تعنيفه لفظياً وجسدياً ويشعره بالغباء تاره وبالتخلف تارة أخرى وبإنه أقل من كل أقرانه في الدراسه..!!
كان معلم الصف الثاني والثالث لطيفاًجداً وحنوناً معه,أعاد ثقته بنفسه إليه,يمزج بين اللعب والدراسه في إسلوب تعليمه ففي أحيان كثيره يتوقف عن إكمال الدرس ويلعب معهم ويمازحهم,جعلهم هذا يشعرون بإبويته وعطفه الكبير عليهم,زال خوفه وتوتره من المدرسه والمعلمين بعد معرفة هذا المعلم...زالت تلك الهواجس والكوابيس التي أرتسمت في مخيلته لوحوش يكبرونه حجماً ويتقدمون نحوه فيستيقظ مرعوباً في آخر الليل ويجلس عند رأس أمه باكياً بصمت منتظراً طلوع الشمس بفارغ الشوق والصبر وقد أنهكه طول السهر وبمجرد أن تشرق الشمس يتنفس بعمق ويغرق في نوم عميق ,كانت الشمس حينها أمانه من خوفه كان يشعر بها تحيط به وتحرسه من تلك الوحوش وتحميه حتى يستيقظ ,كانت الشمس رمزاً يدله إلى شيء ولكنه هو لايعلم ماهو كل مايعرفه أنه يحبها ويشعر بقربها وحمايتها...ما زال صغيراً على أن يفهم.........................!!
~يتبع~
" الأزعااج هو الحياه التي يحبها "
أنتظم في السادسه من عمره على مقاعد الدراسه ككل أقرانه وبينما هم يدرسون بكل كد وأجتهاد وينهلون من العلم,كان هو سارحاً بخياله لايفهم ولايعلم ولايريد حتى أن يفهم..!
تعب معلمه من كثرة مايوبخه محاولاً شد إنتباهه ودفعه للتركيز فيما يقول ولكنه لايهتم فلا شيء مهم فيما يقوله هذا المعلم...لا تعجبه تلك الحروف والكلمات ولا حتى الأعداد لايستوعبها ولايريد أن يحاول حتى.
لما أدرك معلمه أن لافائده ترجى منه قام باأستدعاء ذويه وأخبرهم بحال أبنهم وأنه لم يعد يستطيع التعامل معه فكل أقرانه يتقدمون بشكل ملحوظ وأنه يضطر لتعنيفه في كل مره يبتعد فيها بخياله,أخذ أهله يقدمون الأعتذارات لمعلمه ويعدونه باأنهم سيحاولون جاهدين معرفة الأسباب التي تشغل تفكيره وسيقومون بحلها بإذن الله.
عاد الفتى الصغير إلى منزله وهو في قمة سعادته,كان أهله ينتظرون عودته للتحدث معه ومعرفة مما يعاني,أخبروه بإن معلمه مستاء منه ومن أنه لايتجاوب معه وبإنه دائم التفكير والشرود في المدرسه وسألوه فيما هو يفكر ألى هذا الحد,فاأجابهم الفتى بكل عفويه بعيده عن تلك الهاله الكبيره التي صنعها الكبار من حوله وعن ظنهم السيء بإنه ربما يكون مصاباً عقلياً قائلاً:
"أفكر متى بنرجع للبيت بسرعه عشان أسبق أخواني وأحجز لي مقعد في المرجيحه...قبل مايحجزونها أخواني كلها ولا يخلوني ألعب..........!!
كان في بيتهم مرجيحه لها ثلاث مقاعد ومصنوعه من الحديد..
كل هذه الفوضى والقلق....
كل هذا الهرج والمرج....
والسبب..................................لعبه!
كان شغوفاً بها أكثر من سائر أخوته حتى في وقت الظهيره وتحت الشمس الحارقه..كان يتأرجح ذهاباً وأياباً,جعلت أحلامه بالطيران تبدو واقعاً ملموساً حتى شاء الله وأرتطم بها في رأس أحد أخوته الصغار وهو يمشي أمامه..حاول إيقافها ولم يستطع..
سقط أخيه والدم يسيل من رأسه نظر إليه إسماعيل بخوف مرعوباً مما فعل....
قرر والده بعد هذه الحادثه أن يأخذها بعيداً,لم تفلح محاولاته في صد أبيه عن فعل ماعزم عليه..فكان فقدانها أول خساره عرفها في حياته,أحبها بكل جوارحه وأحب تلك اللحظات التي طار فيها ألى أبعد نقطه بالنسبه إليه...سببت له رعباً ونشوة وفرحه,عنت له الكثير جعلت كل الأشياء من حوله تتحرك وتطير معه, جعلته يشعر باأشياء ممتعه وجميله .......وغاابت..!
عندما أصبح إسماعيل في السنه الثانيه الإبتدائيه إنقلب كل كسله وبروده فجأه إلى إجتهاد وحماس منقطع النظير لفت إليه كل مدرسيه وزملاؤه,أصبح يعشق الدراسه والكتب..ويحب الحضور إلى المدرسه حريصاً على عدم الغياب حتى في آخر يوم دراسي.
تحسن مستواه وتقدم في صفه وفي ترتيبه الدراسي بينهم..؟!
كان السر الأعظم وراء كل هذا هو معلمه في الصف الثاني والثالث,فقد كان على خلق رفيع ونبيل وذو تعامل حسن بعكس مدرس السنه الأولى والذي لم يكن يتردد عن تعنيفه لفظياً وجسدياً ويشعره بالغباء تاره وبالتخلف تارة أخرى وبإنه أقل من كل أقرانه في الدراسه..!!
كان معلم الصف الثاني والثالث لطيفاًجداً وحنوناً معه,أعاد ثقته بنفسه إليه,يمزج بين اللعب والدراسه في إسلوب تعليمه ففي أحيان كثيره يتوقف عن إكمال الدرس ويلعب معهم ويمازحهم,جعلهم هذا يشعرون بإبويته وعطفه الكبير عليهم,زال خوفه وتوتره من المدرسه والمعلمين بعد معرفة هذا المعلم...زالت تلك الهواجس والكوابيس التي أرتسمت في مخيلته لوحوش يكبرونه حجماً ويتقدمون نحوه فيستيقظ مرعوباً في آخر الليل ويجلس عند رأس أمه باكياً بصمت منتظراً طلوع الشمس بفارغ الشوق والصبر وقد أنهكه طول السهر وبمجرد أن تشرق الشمس يتنفس بعمق ويغرق في نوم عميق ,كانت الشمس حينها أمانه من خوفه كان يشعر بها تحيط به وتحرسه من تلك الوحوش وتحميه حتى يستيقظ ,كانت الشمس رمزاً يدله إلى شيء ولكنه هو لايعلم ماهو كل مايعرفه أنه يحبها ويشعر بقربها وحمايتها...ما زال صغيراً على أن يفهم.........................!!
~يتبع~
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader