فأهلاً بك 
في جبال القدموس وفوق قمة من قممه العالية التي تغطيها أشجار الصنوبر والأرز والكستناء يقع هذا المقام الطاهر ، مقام المولى حسن عليه السلام .
يعتقد البعض أنه مقام الإمام الحسن ركن الدين بن نزار بن المستنصر الفاطمي عليهم السلام وهو الإمام العشرون من الأئمة الإسماعيلية النزارية صلوات ربي وسلامه عليهم ، ولكن باعتقادي أن هذا القول ضعيف فالإمام الحسن ركن الدين كانت ٌامته الدائمة في ألموت بفارس وكان يزور سورية بعض الأحيان ويعتقد أنه كان يقيم في قلعة القاهر في جبال مصياف والتي سميت باسمه لأن من ألقابه الإمام القاهر .
أما القول الأعم هو أن هذا المقام الطاهر هو مرقد الإمام الحسن جلال الدين بن محمد راشد الدين سنان بن الحسن ركن الدين بن نزار بن المستنصر الفاطمي سلام الله عليهم أجمعين وهو الإمام الثاني والعشرون من الأئمة الإسماعيلية النزارية المؤمنية .
ولد الإمام الحسن جلال الدين عليه السلام عام 562 هجرية وتولى
الإمامة بعد وفاة والده الإمام راشد الدين سنان محمد بن الحسن عليه
السلام واستطاع أن يملأ الفراغ الكبير الذي خلفه غياب شخص الإمام
راشد الدين سنان عليه السلام عن الساحة الدولية وتابع مسيرته لطرد
الصليبيين من البلاد العربية بالتعاون مع باقي عناصر الأمة كالأيوبيين
ومن بعدهم المماليك .
فكان اغتيال ريموند الأبن الأكبر لبوهمند الرابع أمير أنطاكية عام 610
هجرية ومن ثم اغتيال آدم سيد بغراس الذي كان وصياً على ملكة أرمينيا
ابنة ليو الثاني عام 612 هجرية ، وحاول الصليبيون مهاجمة القلاع
الإسماعيلية في عهده ولكنهم لم يفلحوا في اقتحامها
في عهده عادت الأمور إلى مجاريها مع قلاع الدعوة في فارس بعد
الإنشقاق الخطير في عهد الإمام راشد الدين سنان ، لذلك صار يتنقل بين
قلاع الدعوة ويقيم في فارس لفترات طويلة لإعادة تنظيم شؤون الدعوة
هناك .
وهذا نص إمامي مرسل لأتباعه في بلاد الشام وهو مؤرخ سنة 618
هجرية :
إلى سيف دعوتنا وحجتنا في جبال البهرة وبلاد الشام ناصر الدين
الأسدي وإلى أبنائي المؤمنين .
الحمدلله مؤيد الحق ونصيره ومظهر العدل بتدبيره ومقسم الأرزاق
بتسخيره ومضيء النهار بسنا نوره ، الدال على توحيده ببراهينه والمقيد
جميع العباد بحدوده ... وصلى الله على النبيين والمرسلين أجمعين .
أيها المؤمنون :
أخلصوا إلينا بقلوبكم وارحلوا إلينا بنفوسكم ، فإن عهدنا واصل إليكم وقد
أمرنا حامله بتلاوته عليكم ، فتلقوه بقلوب صادقة ونفوس طائعة غير آبقة
فحامله باب من أبواب دعوتنا وقد أمرناه أن يقرأعليكم العهد ويتليه
ويوضحه ولا يخفيه وهو شمس الدين بن علي الذي يوضح الحق حتى
ينجلي .
أيها المؤمنون المخلصون القاطنون بحلب والشام وقلاع الدعوة في جبال
البهرة من الأمراء الكرام والأسياد العظام والدعاة الأخيار أصحاب مدينة
السلام وسائر المؤمنين حسّن الله أحوالهم في الدارين.
استعجلوا الطاعة واتبعوا الحق وتخلقوا بالأخلاق الكريمة من الصبر
والتوكل والشكر وقلة الطعام والمنام واجتنبوا المناهي والمحرمات وسائر
الأخلاق الذميمة .
واعلموا أن الحمام التي وقعت في قلعة الكهف هي خاصة بإمامكم
فعمروها واستعجلوا بإرجاعها إلى ما كانت عليه ، واعرضوا مشكلاتكم
في الدين والدنيا علينا ، ثم اعلموا أن معتمدكم محمد الخرساني والداعي
إبراهيم قد وصلا لعند مولاكم فكان راضياً منهما ومن جماعة المؤمنين
المخلصين ، والحمد لله رب العالمين .
كان الإمام الحسن جلال الدين عليه السلام يقضي وقتا طويلاً في هذ ا الجبل في القدموس وعندما حضرته الوفاة دفن في قمته .
» (العالم والمتعلم)
» (الستر على المؤمن)
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
» طلب معلومات عن حجج الله
» التلاعب بالترددات
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم