بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم جميعاً
كتب العزيز الرفني سائلاً عن شرح قوله تعالى على الرابط التالي :
https://masyad.ahlamontada.net/montada-f28/topic-t263.htm#826
http://www.readz.org/vb/showthread.php?t=1002&page=3
اقتباس:
قال الله تعالى :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24
نبدأ بقوله تعالى :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا }
واضح من الآية الكريمة النقاط الرئيسية التالية :
أن المرسل هو من الله عز وجل { أَرْسَلْنَا } .
المرسل اليهم هم عباده من الناس { النَّاسُ } .
طريقة توصيل الشيء المرسل هم رسل الله سبحانه وتعالى {رُسُلَنَا }
مادة الإرسال هي البينات { بِالْبَيِّنَاتِ }
طريقة الإرسال هو الإنزال من مرتفع إلى منخفض { وَأَنزَلْنَا }
ولكن هل الإنزال هنا من مرتفع مكاني جغرافي شاقولي ..؟؟
أو هو من مرتفع روحي وعلو مرتبة من الكمال المطلق المحيط بكل شيء إلى من تمتلك نفسه الفجور والتقوى ...؟؟
فعندما يقول الله عز وجل :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة11
المؤمن هنا لا يرتفع في الهواء بجسمه المادي ...؟؟؟
بل يرتفع بتفعيل التقوى على حساب الفجور برقيه الروحي .؟
لأنه إذا كان الإنزال جغرافي مكاني وشاقولي من الأعلى إلى الأسفل ... فهذا يضعنا في مشكلة حسابية مع الذين يسكنون في الجهة المقابلة لنا من الكرة الأرضية حيث يكون الإنزال عندهم صعوداً من الأسفل الجغرافي إلى الأعلى ... ؟؟
والآن لنتدبر معاً قوله تعالى : { رُسُلَنَا }
فهناك نوعان من الرسل أرسلهم الله عز وجل إلى عباده
النوع الأول :
رسل أنبياء وكان خاتمهم رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مصداقاً لقوله تعالى :
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب40
{ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
النوع الثاني :
رسل أئمة أطهار مصطفين على العالمين ذرية بعضها من بعض مشكلين حبلاً من ناس مرافقين لحبل الله عز وجل أبدا وذلك منذ بدأ الخلق وهكذا إلى يومنا هذا وذلك إلى يوم الحساب , إمام من عقب إمام , نور على نور , هداة كل زمان ..!!
مصداقاً لقوله تعالى :
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَاوَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ }الأنبياء73
{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7
{ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً }{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
فمن يهدي بأمر من الله عز وجل ويهدي بوحي من الله عز وجل فهم رسل الله سبحانه إلى عباده .
نتدبر الآن قوله تعالى : { بِالْبَيِّنَاتِ }
البينة هي الحجة الواضحة الدامغة التي لا تحتاج إلى إعادة شرح وبيان .
ومع كل هذا ما كان الاختلاف والتفرق بين أهل الكتاب إلا على هذه البينة المرسلة من الله سبحانه وتعالى :
{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }
فلا خلاف بين جميع الأديان السماوية على مختلف مسمياتهم حول عبادتهم لله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لقمان25
السؤال :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ }
الجواب :
{ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
تعقيب الله عز وجل :
على هذا الجواب يبين أنه منقوص وغير كامل وهو :
{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
والتساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هنا :
كيف يجب أن يكون جوابهم على السؤال المطروح حتى يكون كاملاً وأكثرهم هم الذين يعلمون .
كما بينت سابقاً انه لا خلاف بين جميع الأديان على عبادة الله عز وجل .
ولكن هناك خلاف وتفرق حول الطريق الصحيح الذي هو صراط الله المستقيم والسبيل الصحيح والنهج القويم للوصول إلى الكمال في الإجابة على السؤال المطروح .
قال الله تعالى يبين الإجابة الصحيحة الكاملة الغير منقوصة للوصول إلى الدين القيم في سورة البينة :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
أي التمسك والتقيد بالدين الذي أمر به الله عز وجل رسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم باتباعه والقول والتصريح بهذا الإتباع لنتقيد بسنته الشريفة .
مصدقاً لقوله تعالى :
{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِوَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9
{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَوَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي } الأعراف
203
ولكن ماذا أوحى إليه ربه وإلى ماذا أمره بالإتباع
الجواب في قوله تعالى :
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } آل عمران95
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161
فهم جوهر قوله تعالى { َالْمِيزَانَ } وهم الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم العدل بين الناس .
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } آل عمران110
{ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
وممكن متابعة المزيد من البيان على هذا الرابط :
تجميع لشرح الهميسع لقوله تعالى : {{{{{{{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }}}}}}}(12)
http://www.readz.org/vb/showthread.php?t=795
والآن نكمل شرح الآية الكريمة موضوع البحث
قال الله تعالى :
{ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ }
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل { الْحَدِيدَ } هنا المقصود فيه المعدن الذي نستخدمه في الصناعة والحدادة مثلاً .
إذا كان كذلك هو ... فهل هو يتميز عن بقية المعادن في الإنزال من نحاس وفضة وذهب ورصاص وألمنيوم.. و.. و..الخ.
ولماذا لا يكون { الْحَدِيدَ } هو المعدن الثمين بدل الذهب على اعتبار أنه إنزال إلهي تم ذكره في كتاب الله عز وجل وبقية المعادن لم ينالوا هذه المرتبة من الشرف والتقدير والذكر الإلهي بمرافقة الرسل والبينات والكتب والميزان في التنزيل من الله عز وجل إلى الناس ...؟؟
وهل هذا الحديد المرافق في الإنزال للكتاب والميزان والبينات والمرسل مع رسل الله عز وجل إلى المؤمنين من عباده هو ذات الحديد الذي يستخدمه أياً كان من مسلمين وغير مسلمين ويستخرجه من باطن الأرض أياً كان و يصنعه ويبيعه ويقبض ثمنه أياً كان , ويستخدمه القاتل في سلاحه كأداة قتل وتدمير
ويستخدمه المقتول في سكنه وركوبه ... الخ .
كلها استفسارات تحتاج إلى تدبر بعدم وجود أي اختلاف بين آيات الله عز وجل مما يضعنا في الشك وعدم المصداقية بأنها من عند الله العزيز الحكيم .
وقد حذرنا من الوقوع في الشك الله سبحانه وتعالى بقوله :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } النساء82
{ الْحَدِيدَ } هنا تعبير عن الوصول إلى الإجابة الكاملة للسؤال الذي تم طرحه في مقدمة البحث في محكم تنزيله وتعقيب الله تعالى على إجابتهم بأن أكثرهم لا يعلمون أي لم يصلوا إلى { الْحَدِيدَ } في قوة إيمانهم .
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم }{ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
قال الله عز وجل :
{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22
{ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } فهل يمكن أن تصبح العين المؤلفة من شبكة وقرنية وعصب بصري واللحم والدم مصنوعة من معدن الحديد . ؟
نتابع مع قوله تعالى :
{ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
وهذه تتوافق مع فهمنا لقوله تعالى :
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } البقرة
143
إذاً هذا الجعل { الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا } هي امتحان واختبار لمعرفة وتمييز عمي البصائر والبصر عن بقية المؤمنين
{ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ }
لكن بماذا نتبع به الرسول أفضل من الإتباع الذي أمر به الله عز وجل لرسوله أن يتبعه ويصرح به ويحدد هذا الإتباع لكي نتقيد بسنته الشريفة ونأخذ بما آتانا به وننتهي عما نهانا عنه , كي نجتاز هذا الإمتحان بنجاح ونكون من الأقلية التي تعلم وبصرنا من حديد كأنه كشف عنا الغطاء .
هذا ما ننتظر تعقيبكم عليه بعد متابعة الرابط المنشور أعلاه والمتجدد بشكل دائم بشرح آيات جديدة إلى ما شاء الله إن شاء الله ...!!!
قال الإمام علي عليه السلام :
( لو كشف عني الغطاء لما ازدت يقينا )
وقال الله تعالى :
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99
الهميسع
******************
[/size]
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم جميعاً
كتب العزيز الرفني سائلاً عن شرح قوله تعالى على الرابط التالي :
https://masyad.ahlamontada.net/montada-f28/topic-t263.htm#826
http://www.readz.org/vb/showthread.php?t=1002&page=3
اقتباس:
عزيزي الهميسع أضع بين يديك هذا النص من كتاب الله عز وجل لتتدبره ونتابع الحوار بعد أن نرى قراءتك له قال تعالى: (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) الحديد 25 |
قال الله تعالى :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24
نبدأ بقوله تعالى :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا }
واضح من الآية الكريمة النقاط الرئيسية التالية :
أن المرسل هو من الله عز وجل { أَرْسَلْنَا } .
المرسل اليهم هم عباده من الناس { النَّاسُ } .
طريقة توصيل الشيء المرسل هم رسل الله سبحانه وتعالى {رُسُلَنَا }
مادة الإرسال هي البينات { بِالْبَيِّنَاتِ }
طريقة الإرسال هو الإنزال من مرتفع إلى منخفض { وَأَنزَلْنَا }
ولكن هل الإنزال هنا من مرتفع مكاني جغرافي شاقولي ..؟؟
أو هو من مرتفع روحي وعلو مرتبة من الكمال المطلق المحيط بكل شيء إلى من تمتلك نفسه الفجور والتقوى ...؟؟
فعندما يقول الله عز وجل :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة11
المؤمن هنا لا يرتفع في الهواء بجسمه المادي ...؟؟؟
بل يرتفع بتفعيل التقوى على حساب الفجور برقيه الروحي .؟
لأنه إذا كان الإنزال جغرافي مكاني وشاقولي من الأعلى إلى الأسفل ... فهذا يضعنا في مشكلة حسابية مع الذين يسكنون في الجهة المقابلة لنا من الكرة الأرضية حيث يكون الإنزال عندهم صعوداً من الأسفل الجغرافي إلى الأعلى ... ؟؟
والآن لنتدبر معاً قوله تعالى : { رُسُلَنَا }
فهناك نوعان من الرسل أرسلهم الله عز وجل إلى عباده
النوع الأول :
رسل أنبياء وكان خاتمهم رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مصداقاً لقوله تعالى :
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب40
{ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
النوع الثاني :
رسل أئمة أطهار مصطفين على العالمين ذرية بعضها من بعض مشكلين حبلاً من ناس مرافقين لحبل الله عز وجل أبدا وذلك منذ بدأ الخلق وهكذا إلى يومنا هذا وذلك إلى يوم الحساب , إمام من عقب إمام , نور على نور , هداة كل زمان ..!!
مصداقاً لقوله تعالى :
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَاوَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ }الأنبياء73
{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7
{ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً }{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
فمن يهدي بأمر من الله عز وجل ويهدي بوحي من الله عز وجل فهم رسل الله سبحانه إلى عباده .
نتدبر الآن قوله تعالى : { بِالْبَيِّنَاتِ }
البينة هي الحجة الواضحة الدامغة التي لا تحتاج إلى إعادة شرح وبيان .
ومع كل هذا ما كان الاختلاف والتفرق بين أهل الكتاب إلا على هذه البينة المرسلة من الله سبحانه وتعالى :
{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }
فلا خلاف بين جميع الأديان السماوية على مختلف مسمياتهم حول عبادتهم لله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لقمان25
السؤال :
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ }
الجواب :
{ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
تعقيب الله عز وجل :
على هذا الجواب يبين أنه منقوص وغير كامل وهو :
{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
والتساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هنا :
كيف يجب أن يكون جوابهم على السؤال المطروح حتى يكون كاملاً وأكثرهم هم الذين يعلمون .
كما بينت سابقاً انه لا خلاف بين جميع الأديان على عبادة الله عز وجل .
ولكن هناك خلاف وتفرق حول الطريق الصحيح الذي هو صراط الله المستقيم والسبيل الصحيح والنهج القويم للوصول إلى الكمال في الإجابة على السؤال المطروح .
قال الله تعالى يبين الإجابة الصحيحة الكاملة الغير منقوصة للوصول إلى الدين القيم في سورة البينة :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
أي التمسك والتقيد بالدين الذي أمر به الله عز وجل رسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم باتباعه والقول والتصريح بهذا الإتباع لنتقيد بسنته الشريفة .
مصدقاً لقوله تعالى :
{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِوَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9
{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَوَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي } الأعراف
203
ولكن ماذا أوحى إليه ربه وإلى ماذا أمره بالإتباع
الجواب في قوله تعالى :
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } آل عمران95
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161
فهم جوهر قوله تعالى { َالْمِيزَانَ } وهم الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم العدل بين الناس .
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } آل عمران110
{ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
وممكن متابعة المزيد من البيان على هذا الرابط :
تجميع لشرح الهميسع لقوله تعالى : {{{{{{{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }}}}}}}(12)
http://www.readz.org/vb/showthread.php?t=795
والآن نكمل شرح الآية الكريمة موضوع البحث
قال الله تعالى :
{ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ }
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل { الْحَدِيدَ } هنا المقصود فيه المعدن الذي نستخدمه في الصناعة والحدادة مثلاً .
إذا كان كذلك هو ... فهل هو يتميز عن بقية المعادن في الإنزال من نحاس وفضة وذهب ورصاص وألمنيوم.. و.. و..الخ.
ولماذا لا يكون { الْحَدِيدَ } هو المعدن الثمين بدل الذهب على اعتبار أنه إنزال إلهي تم ذكره في كتاب الله عز وجل وبقية المعادن لم ينالوا هذه المرتبة من الشرف والتقدير والذكر الإلهي بمرافقة الرسل والبينات والكتب والميزان في التنزيل من الله عز وجل إلى الناس ...؟؟
وهل هذا الحديد المرافق في الإنزال للكتاب والميزان والبينات والمرسل مع رسل الله عز وجل إلى المؤمنين من عباده هو ذات الحديد الذي يستخدمه أياً كان من مسلمين وغير مسلمين ويستخرجه من باطن الأرض أياً كان و يصنعه ويبيعه ويقبض ثمنه أياً كان , ويستخدمه القاتل في سلاحه كأداة قتل وتدمير
ويستخدمه المقتول في سكنه وركوبه ... الخ .
كلها استفسارات تحتاج إلى تدبر بعدم وجود أي اختلاف بين آيات الله عز وجل مما يضعنا في الشك وعدم المصداقية بأنها من عند الله العزيز الحكيم .
وقد حذرنا من الوقوع في الشك الله سبحانه وتعالى بقوله :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } النساء82
{ الْحَدِيدَ } هنا تعبير عن الوصول إلى الإجابة الكاملة للسؤال الذي تم طرحه في مقدمة البحث في محكم تنزيله وتعقيب الله تعالى على إجابتهم بأن أكثرهم لا يعلمون أي لم يصلوا إلى { الْحَدِيدَ } في قوة إيمانهم .
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم }{ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
قال الله عز وجل :
{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22
{ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } فهل يمكن أن تصبح العين المؤلفة من شبكة وقرنية وعصب بصري واللحم والدم مصنوعة من معدن الحديد . ؟
نتابع مع قوله تعالى :
{ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
وهذه تتوافق مع فهمنا لقوله تعالى :
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } البقرة
143
إذاً هذا الجعل { الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا } هي امتحان واختبار لمعرفة وتمييز عمي البصائر والبصر عن بقية المؤمنين
{ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ }
لكن بماذا نتبع به الرسول أفضل من الإتباع الذي أمر به الله عز وجل لرسوله أن يتبعه ويصرح به ويحدد هذا الإتباع لكي نتقيد بسنته الشريفة ونأخذ بما آتانا به وننتهي عما نهانا عنه , كي نجتاز هذا الإمتحان بنجاح ونكون من الأقلية التي تعلم وبصرنا من حديد كأنه كشف عنا الغطاء .
هذا ما ننتظر تعقيبكم عليه بعد متابعة الرابط المنشور أعلاه والمتجدد بشكل دائم بشرح آيات جديدة إلى ما شاء الله إن شاء الله ...!!!
قال الإمام علي عليه السلام :
( لو كشف عني الغطاء لما ازدت يقينا )
وقال الله تعالى :
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99
الهميسع
******************
[/size]
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader