قصيدة للأمير تميم بن الإمام المعز لدين الله الفاطمي سلام الله عليه
يرثي فيها أهل بيت النبوة الذين بغت عليهم سيوف الضلال في كربلاء
نأت بعد ما بان العزاء سعاد
نأت بعد ما بان العزاء سعادُ ... فحشو جفون المقلتين سهادُ
فليت فؤادي للظعائن مربعٌ ... وليت دموعي للخليط مزادُ
نأوا بعد ما ألفت مكايدها النوى ... وقرت بهم دارٌ وصحَّ ودادُ
وقد تؤمن الأحداث من حيث تُتَّقى ... ويبعدُ نجحُ الأمر حين يرادُ
أعاذل لي عن فسحة الصبر مذهبٌ ... وللهوِّ غيري مألفٌ ومَصادُ
ثوت لي أسلافٌ كرامٌ بكربلا ... هم لثغور المسلمين سِدادُ
أصابتهم من عبد شمسٍ عداوةٌ ... وعاجلهم بالناكثين حصادُ
فكيف يلذُّ العيش عفواً وقد سطا ... وجار على آل النبي زيادُ
وقتَّلهم بغياً عبيدٌ وكادهم ... يزيدُ بأنواع الشقا فبادوا
بثارات بدرٍ طالبوهم ومكةٍ ... وكادوهم والحق ليس يكادُ
فحُكمت الأسياف فيهم وسُلِّطتْ ... عليهم رماحٌ للنفاق حدادُ
فكم كُربة في كربلاء شديدة ... دهاهم بها للناكثين كيادُ
تحكم فيهم كلُّ أنوك جاهل ... ويُغزون غزواً ليس فيه محادُ
كأنهم ارتدوا ارتداد أميةٍ ... وحادوا كما حادت ثمود وعادُ
ألم تعظموا يا قوم رهط نبيكم ... أما لكم يوم النشور معادُ
تداس بأقدام العصاة جسومهم ... وتدرسهم جردٌ هناك جيادُ
تضيمهم بالقتل أمة جدهم ... سَفاهاً وعن ماء الفرات تذادُ
فماتوا عطاشاً صابرين على الوغى ... ولم يجبنوا بل جالدوا فأجادوا
ولم يقبلو حكم الدعيِّ لأنهم ... تساموا وسادوا في المهود وقادوا
ولكنهم ماتوا كراماً أعزةً ... وعاش بهم قبل الممات عبادُ
زكم بأعالي من كربلا من حفائرٍ ... بها جثث الأبرار ليس تعادُ
بها من بني الزهراء كل سميدعٍ ... جوادٍ إذا أعيا الأنام جوادُ
معفرة في ذلك الترب منهم ... وجوهٌ بها كان النجاح يفادُ
فلهفي على قتل الحسين ومسلمٍ ... وخِزيٌ لمن عاداهما وبعادُ
ولهفي على زيدٍ وبثَّاً مردَّداً ... إذا حان من بثِّ الكئيب نفادُ
ألا كبدٌ تفنى عليهم صبابةً ... فيقطرُ حزناً أو يذوب فؤادُ
ألا مقلة تهمي ألا أذنٌ تعي ... أكلّ قلوب العالمين جمادُ
تقاد دماء المارقين ولا أرى ... دماء بني بنت النبيّ تقادُ
أليس هم الهادون والعترة التي ... بها انجاب شركٌ واضمحل فسادُ
تساق على الإرغام قسراً نساؤهم ... سبايا إلى أرض الشآم تقادُ
يسقن إلى دار اللعين صواغراً ... كما سيق في عصف الرياح جرادُ
كأنهم فيء النصارى وإنهم ... لأكرم من قد عزّ منه قيادُ
يعزُّ على الزهراء ذلة زينبٍ ... وقتل حسينٌ والقلوب شدادُ
وقرع يزيدٍ بالقضيب لسنه ... لقد مجسوا أهل الشآم وهادوا
قتلتم بني الإيمان والوحي والهدى ... متى صح منكم في الإله مرادُ
ولَمْ تقتلوهم بل قتلتم هداكم ... بهم ، ونقصتم عند ذاك وزادوا
أمية ما زلتم لأبناء هاشمٍ ... عدىً فاملؤوا طرق النفاق وعادوا
إلى كم وقد لاحت براهين فضلهم ... عليكم نفارٌ منكم وعنادُ
متى قطُّ أضحى عبد شمس كهاشمٍ ... لقد قل إنصافٌ وطال شرادُ
متى وزنت صمُّ الحجار بجوهرٍ ... متى شارفت شمُّ الجبال وهادُ
متى بعث الرحمن منكم كجدهم ... نبيّاً علت للحق منه زنادُ
متى كان يوماً صخركم كعليّهم ... إذا عُدّ إيمانٌ وعُدّ جهادُ
متى أصبحت هند كفاطمة الرضا ... متى قيس بالصبح المنير سوادُ
أآلَ رسول الله سؤتم وكدتم ... ستحيا عليكم ذلةً وكسادُ
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader