صورة من صور معاناة المواطن في الحصول على شيك دعم المازوت تنقلها صحيفة الفداء
إليكم التقرير التالي...
«الفداء» في مراكز دعم المازوت (2)... معاناة كبيرة في حصول المواطن على شيك الدعم
ازدهار صقور- فيصل يونس المحمد
تحقيقات
الخميس : 24-12-2009
بعد التأخير الطويل في صدور قرار دعم المازوت وإيصاله إلى مستحقيه، كنا نعتقد أن الحكومة وفّرت كل السبل الكفيلة بتنفيذه، وجعل الدعم متاحاً للمواطنين بيسر وسهولة، ولايكبدهم مشاقاً مادية ونفسية.
تحقيقات
الخميس : 24-12-2009
بعد التأخير الطويل في صدور قرار دعم المازوت وإيصاله إلى مستحقيه، كنا نعتقد أن الحكومة وفّرت كل السبل الكفيلة بتنفيذه، وجعل الدعم متاحاً للمواطنين بيسر وسهولة، ولايكبدهم مشاقاً مادية ونفسية.
ولكن الأيام الأولى من عمل اللجان المكلفة بتوزيع الشيكات للمواطنين، والارباكات المستمرة في أدائها حتى الساعة، والنقص الكبير في أوراق استمارة التعهد والشيكات وعناصر اللجان، أثبتت أن ثمّة خللاً في تنفيذ آلية قرار الدعم، وفي توفير مستلزماته الضرورية، وهو ماجعل تلك المراكز تشهد فوضى عارمة وازدحاماً شديداً، لم يخففها تدخل الشرطة في العديد من المراكز.
والأمر ذاته في المصارف التي بدأت منذ أيام بصرف الشيكات للمواطنين خلافاً للتعليمات التي تؤكد صرفها في بداية الشهر القادم.
معاناة الناس وهمومهم في الحصول على شيك الدعم، نرصدها في هذا الملف، الذي يصوّر حقيقة مايجري في المراكز من فوضى وعذابات ميدانياً وبدقة.
في مصياف 25 ألف متقاعد ولجنة واحدة من 3 أشخاص ازدحام غير مسبوق والكل يشكون
وأخيراً، أقر الدعم، وتقرر معه شنططة المواطن، وأعدت له مجموعة من الاختبارات التي تؤكد مؤهلاته للفوز بهذا الكنز العظيم، سباق مسافات طويلة ما بين البلديات والمصرف الزراعي، وسباق تحمل آخر يخوضه المتقاعدون، وكلاهما أثبت فيه المواطن قدرته على تحمل القرارات الارتجالية، فظهرت قوته وسعة صدره في سباق التتابع الذي وضعته فيه الحكومة، تلك التي عرفت من أين تؤكل الكتف فالدعم وبعد طول انتظار، وبين أخذ ورد، ودراسة وتمحيص، استطاعت من خلالها كسب الوقت حيث فات ما فات من أيام الشتاء والبرد القارس، والمواطن قد دبر رأسه خلال هذه الفترة، وأخيراً قررت وأنجزت هذه المعضلة، وجاء قرارها بأن تعطي المواطن ما يمكنه من قضاء ما تبقى من الشتاء، 10 آلاف ليرة سورية أي ما يعادل /500/ ليتر من المازوت والسؤال: هل هي كمية كافية لأسرة مؤلفة من 5 أشخاص على الأقل، أو هل هي عادلة بين أسرة تعيش في أعالي الجبال. وأخرى في منطقة داخلية دافئة وبما أننا لسنا بصدد الحديث عما هو /أفضل الأسوأ/ كما قال أحد أعضاء مجلس الشعب بالنسبة للدعم، لأن ما تقرر قد تقرر ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان فكيف استلم المواطن هذا الدعم ؟!.....
ازدحام غير مسبوق
في المركز الثقافي بمصياف تجمع المئات من كبار السن رجالاً ونساءً، متقاعدون وأرامل، ازدحام لم يشهده المركز من قبل في أي فعالية ثقافية أو أدبية، هذا الحشد لم يأت للاستمتاع بندوة لمفكر أو أديب أو لحضور مسرحية لإحدى الفرق بالمختصر هذا الحشد لم يصب بحمى الثقافة، بل ما أصابه هو انفلونزا التدفئة، فالشتاء جاء باكراً وقاسياً والبرد نخر العظام، فما أن أعلنت مراكز توزيع الدعم حتى تزاحمت الجموع، 25ألف متقاعد في مركز واحد في مصياف وقراها، غصت القاعة بهم حتى ضاعت الطاسة وتحولت الصالة الكبرى في المركز /كالحمام الذي قطعت فيه الماء/ فالكل يصرخ، أوراق تتطايْر هنا وهناك تعليقات كثيرة تسمعها أذناك، هي من المضحك المبكي سمعت أحدهم يقول... ذلونا من أجل 5 آلاف، الله يساعدنا وآخر يصيح: أنا هنا منذ الساعة السادسة صباحاً، وكلما أنهيت ورقة يقولون تنقصك أخرى وهكذا وآخر يتنهد بألم: لا نعرف ماذا يريدون...؟ والازدحام لاحقنا، يكفينا ما نحمله من أمراض، والله أصبحت أكره أول الشهر لأن القبض يكون كالجحيم, لكنه يبقى أرحم من هذا اليوم..
لجنة واحدة للجميع
-بعد معاناة للوصول إلى اللجنة المسؤولة عن الدعم، كان الصراع على طاولتها على أشده ونتيجة للضغط الكبير، لم يستطع أعضاؤها الاستمرار فقرروا الانسحاب ورفضهم لاستلام أية أوراق أخرى، وهذا الانسحاب جاء في الساعة /العاشرة والنصف صباحاً/ وغادروا القاعة نهائياً استوقفنا مدير اللجنة معن سليمان فقال: الوضع لا يطاق فالحشود كثيفة منذ الصباح الباكر، والكل يريد أن ينهي استمارته اليوم، تصوروا وجود لجنة واحدة لأكثر من /25 ألف شخص في مركز واحد/ هذه اللجنة المؤلفة من 3 أشخاص، تغيب واحد منها وبقينا اثنان.
طلبنا المساعدة من الشرطة لتنظيم الوضع، فلم تسعفنا سوى بشرطي واحد لم يستطع هو الآخر تنظيم الوضع، لا أدري لماذا يأتي الجميع في يوم واحد مع أن عملنا مستمر مدة /4/ أشهر، بالنسبة للأوراق المطلوبة فهي التعهد الموزع من قبلنا، صورة عن الهوية، صورة عن دفتر العائلة -صورة عن دفتر المعاش.
عندها وجهت له سؤال: إذا كنتم توزعون الورقة مجاناً فلماذا تباع إذاً في المكتبات بقيمة /5/ل.س فقال: لقد وصلتنا /40/ ورقة انتهت أول ربع ساعة ولم يعد يوجد أوراق ولهذا يشترونها من المكتبة.
في البلديات
قد يكون الوضع في البلديات أقل ازدحاماً وأكثر تنظيماً .. ومراكز البلديات هي لجان توزع الدعم على دفاتر العائلة ولكونها موجودة في كل قرية تقريباً.
لذلك لم تشهد هذه المراكز جموعاً كما هي الحال بالنسبة للمتقاعدين..وبجولة سريعة لأكثر من بلدية شاهدنا انتظام العمل واستقراره، حتى بلدية مدينة مصياف تلك التي هي أكثر عدداً فقد كان المشهد عادياً والازدحام مقبولاً.
عرفنا بعدها أن السبب عدم وجود شيكات.. لأن المسلّم 100شيك فقط في اليوم.
حاتم البحري/ عضو لجنة الدعم في بلدية مصياف قال: إن التنظيم أكبر والازدحام هنا أقل، وإن كان هناك بعض الضغط لكنه تحت السيطرة حتى الآن، فنحن نأخذ الاستمارات لرب الأسرة وللأرامل حالياً ونراجع كل استمارة ونتأكد من /الرقم الوطني والمعلومات العامة ورقم الهوية والخانة ومكان السكن الحالي ونسلِّم الشيك.. يوم الأربعاء راجعنا حوالى /100 مواطن استلموا شيكاتهم والآن هناك الكثير من المراجعين ونحن بانتظار الشيكات لتسليمها.
لم تطل فرحة المواطن بتخلصه من الازدحام في البلدية فلاقاه هذا الوضع في المصرف الزراعي الذي غصَّ بحاملي الشيكات فضاق البناء بموظفيه ومراجعيه، والدخول إلى المصرف بات من المستحيلات وهذا ما اضطرنا للخروج والحديث هاتفياً مع مدير المصرف الزراعي أحمد درويش الذي قال: منذ يوم الأربعاء الماضي بدأت الحشود تصل لصرف الشيك، أكثر من 400 مواطن الآن وكما رأيتم في الخارج هذا عدا عن القروض والأعمال الأخرى وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على المصرف وموظفيه.
كلمة أخيرة
لو استطعنا قراءة أفكار كل أولئك المكتظين، سواء في المركز الثقافي أم في المصرف لوجدنا لسان حالهم يقول: ماالذي يجبرنا على المر سوى الأمر منه هذه هي حالهم... فالبرد يشتد والحاجة للتدفئة بالمازوت أصبحت مفروضة، وهذه البحصة المتمثلة بالدعم ربما تستطيع سند الجرة ولكن هل ستستطيع ذلك طويلاً سؤال نتركه برسم القراء..
رقص على أنغام الدعم جميع المواطنين جاؤوا لحضور مسرحية المازوت والمتقاعدون في مقاعد الدرجة الممتازة
بعد مخاض طويل جاء المولود "المسمى دعماً" على دفعتين،،،،، هذا الدعم الذي شغل الجميع، وأثار التساؤلات والتناقضات والخلافات لفترة طويلة... جاء أخيراً ومع الساعات الأولى من بدء توزيع بطاقات دعم المازوت، كانت طوابير المواطنين بالانتظار على أبواب مراكز التوزيع، وقد تجمعوا بالعشرات وتدافعوا للحصول على بطاقة الدعم التي طال انتظارها...، وعلى كل مواطن أن يجتاز دوامتين كبيرتين قبل أن يتم دعمه...؟! الدوامة الأولى أمام مراكز التوزيع للحصول على شيكي الدعم البالغ قيمة كل منهما /5/آلاف ليرة سورية، والثانية أمام المصرف لصرف الشيك الأول، وانقسم المواطنون إلى ثلاث فئات: موظفون وعاطلون ومتقاعدون أما الموظفون فإنهم يتلقون الدعم من أماكن عملهم، والعاطلون -أي غير العاملين- من مراكز التوزيع المخصصة في المحافظة والوحدات الإدارية، والمتقاعدون من المراكز الثقافية والسؤال يبقى مطروحاً: كيف كان التوزيع في أيامه الأولى؟ هذا ما رصدته الفداء خلال جولتها على مراكز التوزيع في مدينة حماة.
بيع سند التعهد
أمام بعض المراكز شاهدنا أولئك الذين يستغلون حاجة المواطنين وينتهزون الفرصة، من خلال بيع سندات التعهد للمواطنين بـ /5-10/ ل.س وأحياناً يقومون بملء الاستمارة للمواطن مقابل أجر معلوم، وقال المواطنون: إنهم يريدون أن ينتهوا من هذه المهزلة ويتخلصوا من الوقوف أمام مراكز التوزيع والمصارف مثل "الشحاذين"، أحد المواطنين قال: الجهد الذي يبذله المواطن كي يمثل بين أيدي لجنة التوزيع أكبر بكثير من مبلغ الدعم هذا، ورأى أن الأهم من ذلك كله إيضاح الغموض الذي يكتنف تعليمات الدعم، وقال آخر: معظم اللجان لا تعرف حل طلاسم بعض الكلمات في سند التعهد والتي تحتاج إلى قواميس لتفسيرها وتحليلها، وإن شرحها وتفنيدها يحتاج إلى مختصين في قراءة الرموز السرية وحل الأحجيات.
التوضيحات تحتاج إلى توضيحات
الحقيقة توجد بعض الفقرات التي تحتاج إلى شرح وتوضيح حيث سأل المواطنون عمّا تعنيه عبارة ؛السجل التجاري أو الصناعي أو الزراعي أو السياحي من الدرجة الممتازة الأولى والثانية؛ والتوضيحات التي جاءت حول السجل الزراعي تحتاج إلى توضيحات وتوضيحات!!.
فما هو المقصود بوسائل الإنتاج الزراعي كبرت أم صغرت، وما المقصود بكلمة سيارة زراعية بيك أب صغيرة وماذا تشمل ؟ ورأى المواطنون أن الذين يعطون هذه التوضيحات يحتاجون لمن يشرحها لهم...؟! ولما سألنا نهاد طيفور رئيس غرفة زراعة حماة عن السجل الزراعي وتفصيلاته كانت إجابته نوعاً من التهرب أو عدم المعرفة لأنه- ربما- ليس لدى غرفة الزراعة تصنيفات لدرجات المنتسبين إليها!!.
وكذلك في غرفة التجارة قال محسن الكوكو نائب رئيس الغرفة لما سألناه عن معنى كلمة سجل تجاري من الدرجة الممتازة والأولى والثانية ومن هم الذين تنطبق عليهم هذه الشروط كان رده محيّراً حيث قال: الغرفة تقدر ذلكم حسب الفعاليات..؟!.
دعم متميز للمتقاعدين!!
أما المتقاعدون فقد كان دعمهم أكبر، وجاء مكافأة لهم بعد خروجهم إلى التقاعد وهي فرصة لاستعادة ذكريات الشباب واللياقة البدنية، تجلى ذلك خلال وقوفهم لساعات طويلة وسط الزحام والتدافع- ودخان رجال الشرطة الذين ينظمون الدور -ولا أدري كيف ستتمكن ثلاث لجان مؤلفة من 9 عناصر من التأمينات الاجتماعية والمعاشات من توزيع بطاقات الدعم على /30/ ألف متقاعد تقريباً، ضمن مدينة حماة فقط، فلو فرضنا أن دعم كل متقاعد سيحتاج إلى /10/ دقائق فإن كل واحد من عناصر اللجان الثلاثة سيتمكن من إنجاز /50/ معاملة يومياً، وبالتالي كل يوم ستنجز هذه اللجان /500/ استمارة مع أخذ ضغط العمل والتهافت الكبير للمواطنين للحصول على الدعم منذ أيامه الأولى بعين الاعتبار، فكم من الوقت ستحتاج هذه اللجان لانجاز جميع المعاملات ...أحد المتقاعدين قال: "والله كان ناقصنا هالبهدلة بعد هالعمر".
حتى أمام المصارف ازدحام!!
أما صرف الشيك فهو الآخر يحتاج إلى رباطة جأش ولياقة بدنية لحجز موطىء قدم أمام كوات المصارف، مع الإشارة إلى أن الشيك لا يصرف إلا لصاحب العلاقة، فإذا كانت عناصر اللجان تذهب إلى منازل المرضى والمعوقين وكبار السن للحصول على بصمتهم الغالية على سند التعهد، فكيف سيتم صرف الشيك في هذه الحالة، فالمطلوب وكالة باسم أحد الأشخاص أم أن البنك سيذهب إلى منزل المريض أو المعاق أو... ليصرف له مبلغ 5000ل.س.
المواطن يتحمل جزءاً من المسؤولية
ومن جهة أخرى فإن الجهات المعنية لا تتحمل كامل المسؤولية في هذه الفوضى والازدحام، لأن المواطن يتحمل جزءاً كبيراً منها، حيث جاء الجميع منذ اليوم الأول وأرادوا أن يحصلوا على بطاقاتهم في وقت مبكر، وكأن الدعم سيطير، إضافة إلى عدم التزامهم بالدور وشتم اللجان وما إلى هنالك... وأحياناً عدم استكمال الأوراق الثبوتية مع أن الأوراق المطلوبة واضحة وموزعة على المراكز.
آخر القول:
الحقيقة إن الغموض في التعليمات فتح أبواباً كثيرة للتأويلات والاجتهادات، ألا يكفي ما جرى من تأخير في قدوم هذا المولود الغالي حتى يأتي مشوهاً، والسؤال كيف سيتم اكتشاف صدق البيانات التي قدمها المواطن، وما هي الآليات والجهود التي سيبذلها العاملون على ذلك، أم أن العينات العشوائية ستفي بالغرض، ونعتقد أن المسألة صعبة جداً لتدقيق جميع الأسماء المدعومين، وتحتاج إلى أرشفة الكترونية لجميع البيانات المطلوبة، ولا يخفى على أحد أن أرشفتنا ما زالت على الحطب؟
</FONT>
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader