سررت كثيراً وأنا أتصفح جريدة الفداء في عددها الصادر يوم الإثنين 21/12/2009م ، لأنها ألقت الضوء على علم من أعلام الثقافة والأدب في مدينتي الغالية مصياف ،
وفي الحقيقة كنت قد سمعت عن الأستاذ محمد أبو حمود حفظه الله ، ولكن لم تسعفني الظروف لكي أتعرف عليه عن قرب ، ومع كل كلمة كنت أقرأها في هذا اللقاء كان يتسرب إلي شعور بالفخر أن مصيافنا أنجبت هذه الموهبة الرائعة ، ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والاحترام لشخصه الكريم متمنياً له دوام الصحة والسعادة والألق .
وإليكم تفاصيل الحوار كما ورد في صحيفة الفداء ..
القاص محمد أبو حمود : العصر القادم هو أنثوي
ميساء أحمد ابراهيم
ثقافة
الاثنين: 21-12-2009
«في انتظار أمير الطرافة»، «قبعة زرقاء»، «ثم أغلق الباب» عناوين مجموعاته القصصية، أما المدة الزمنية للعمل فهي طويلة جداً، ربما يكون هذا دليل تقصير وعدم اهتمام،ولكن ... ماالنتيجة...؟!
ثقافة
الاثنين: 21-12-2009
«في انتظار أمير الطرافة»، «قبعة زرقاء»، «ثم أغلق الباب» عناوين مجموعاته القصصية، أما المدة الزمنية للعمل فهي طويلة جداً، ربما يكون هذا دليل تقصير وعدم اهتمام،ولكن ... ماالنتيجة...؟!
النتيجة أنه عندما كانت تصدر كل مجموعة قصصية من هذه المجموعات، فإن عدداً كبيراً من المقالات «النقّاد» و«كتّاب» و«صحفيين» تزدحم بها المجلات الأدبية والجرائد لتعبّر عن الدقة والإتقان التي اتصفت بها كل قصة من المجموعة، أما عدد الجوائز فقد تجاوزت عدد المجموعات بكثير.
للقاص محمد أبو حمود... هذا ليس تقصيراً وليس عدم اهتمام ولكن كل شيء له قيمة يحتاج إلى دقة، وإتقان، ووقت، وجهد حتى يصل إلى مرحلة «الإبداع الأدبي»، هذه الصفة التي ازدانت بها أكثر المقالات التي تحدثت عن أعمالك.
القاص محمد أبو حمود ضيف الفداء في هذا الحوار
أستاذ محمد لو عدنا إلى البدايات البعيدة، وأردنا سؤالك ماأول قصة كتبتها؟ ومن كان له الأثر في تشجيعك على كتابة القصة وتقييم أعمالك؟
- لابدّ أن البداية غرسها جدّي وهو جدي لأمي، الذي اعتاد زيارتنا كل مساء كان شاعراً وحكواتياً طريفاً «له قصيدة بالعامية يتداولها كثيرون في منطقتنا، وتعود لأكثر من 70 سنة»، حكاياته غير العادية مازالت في ذاكرتي، ثم جاء درس التعبير المدرسي ومدرّسو عربية لايغيبون عن البال مثل المرحومين رفيق سعود وأحمد سليمان معروف... اللذين كانا يشرفان على مجلات جدارية وغير جدارية ذات معنى، واحدة منها كانت ترسم فيها وجوه الأساتذة والطلبة المشاركين... وكانت تصدر «ملحقاً» وأشرف عليها فنياً الدكتور محمود شاهين العميد الحالي لكلية الفنون الجميلة بدمشق.
نشرت بعد ذلك خواطر شعرية في جريدة «الثورة» وأخرى لبنانية اسمها «الأحد» بعيد النكسة نشرت أول قصة في ملحق ثقافي كانت تصدره الفداء عام 1967 أو 1968.... وهو ملحق غفا غضّاً، «هل هناك من يذكره؟» فزت لاحقاً بمسابقة في مجلة جيل الثورة ترأس لجنة التحكيم فيها الأدب الراحل سعيد حورانية، وتلقيت مئة ليرة وإجازة نادرة لمدة يوم أثناء الدورة التدريبية العسكرية من ضابط مهتم بالأدب.
- مجموعتك القصصية «قبعة زرقاء» كان لها نصيب كبير من الإعجاب من كتّاب ونقّاد وصحفيين سوريين وعرب، برأيك أنت، ماالأسباب التي تميّز هذه المجموعة عن غيرها؟
-- «قبعة زرقاء» هي نتاج تعب هادئ عمره تسعة عشر عاماً، لاأعتقد أن ثمة من انتظر هذه الفترة ليصدر مجموعة قصصية بمئة صفحة، القصص كتبتها بالأساس للمشاركة في مهرجان مصياف الثقافي الذي كان موّاراً بزخم ثقافي وأدبي، واستقطب بعضاً من الكتاب العرب الهامين مثل: سعدي يوسف، أحمد فؤاد نجم، غالب هلسا، شوقي بغدادي، ممدوح عدوان وغيرهم.... وكان «دينامو» المهرجان الأديب رفعت عطفة، كنت أكتب للمهرجان قصة اشتغل عليها سنة كاملة لأقرأها في صالة مزدحمة أمام جمهور متّسم بالرهف الثقافي والسياسي، كان المهرجان حدود طموحي الأدبي ولم يكن النشر بالبال، ثم «دفشني» بعض الأصدقاء باتجاه النشر، لملمت على مهل «قصصي المهرجانية» وأرسلتها بالبريد إلى اتحاد الكتّاب العرب بدمشق، حيث تمت الموافقة على طباعتها عام 1995 وظهرت عام 1996م، الطريف هنا أنني اطلعت على قراءات من قيّمها، واحد أشاد بقصة، ثم عاد في آخر تقريره ليقترح استبدالها بواحدة أخرى!! تأسيساً على ذلك، أقول إن التأني البالغ في إصدار المجموعة هو المساهم الرئيسي في اهتمام بعض النقّاد بها.
- الرمزية، تصوير الواقع برؤية خاصة، السخرية، كانت عناصر ملازمة لجميع قصصك فهل موضوع كل قصة كان يستدعي تواجد هذه العناصر؟
-- انهمك جيلنا بأفكار كبرى «تبدو طوباوية في الوقت الراهن» كان يتحتم أن تكون تلك الأفكار هي الإطار و «المصب» للعمل الأدبي، أنا لا أتحدث بطبيعة الحال عن زمن موغل بل عن بضعة عقود شهدت متغيرات وانكسارات لاتصدق، وضعتنا على شرفات الهلع عندما نحاول استشراف المستقبل، أفترض أن الكتابة الأدبية تبتعد قدر المستطاع عن المباشرة، وأن العمل الجميل يشرع أمام القارئ نوافذ التفكير ... واتجاهاته... ويواجهه بتحدي القراءة الثانية، لغة قصتي... مراوغة واحتمالية... إضافة إلى السخرية الحافلة بالمرارة وربما بالتراجيديا.
هذا كله يتكلل برمزية شفافة أو شبه شفافة تضع الإطار التنسيقي للقصة، وتسمح بعمق فني أكثر... وربما جرأة أجرأ، حين أكتب... أضع في ذهني حالة السائق أمام إشارة المرور «الصفراء» حيث يتركك الشرطي -في معظم الحالات- تمر على مضض.
- يرى بعض الكتّاب أن الكم يلعب الدور الأساسي في بناء الجسور مع القارئ ، وبهذا فهم يعمدون إلى النشر دائماً وفي أوقات متقاربة فما رأيك أنت في هذا الموضوع؟
-- لاريب أن أضواء الإعلام تساهم في التكريس سواء عن جدارة أو عن غير ذلك...
والتكريس هنا للاسم فقط أكثر منه للبراعة، يكتب بعضهم بكمّ هائل يستغرب أحدنا كيف لديهم الوقت ليفعلوا ذلك، لاأنكر أن ثمة من يملك «طلاقة» في الكتابة... تماثل «طلاقة» اللسان، ذات مرة قرأت لكاتبين نشر كل منهما ثلاث مقالات في عدد جريدة الثورة الصادر في 21/6/2006م، معظم نوافذ النشر و«المراكز الثقافية» مفتوحة على مصاريعها بخاصة أمام «تاء التأنيث الساكنة والمتحركة» بحيث إن أنثى كزغب القطا في عالم الأدب تصبح «نجيبة محفوظة» من خلال هذه النوافذ.
على الضفة الأخرى للأمر... لدي مثلاً صديق اسمه «محمد شعبان» أصدر مجموعة قصصية وثلاث روايات «إحداها فازت بجائزة خليجية هامة» ولاأحد يعرفه أو سمع به أو حتى ذكر اسمه في إحدى تلك «النوافذ» أما الجسور مع القارئ فهي غائبة لسبب بسيط هو أن القارئ «كمستمع الأمسيات» غائب حتى إشعار آخر.
- من اللافت في مجموعاتك القصصية، الحضور الضعيف للعنصر النسائي، فهل طبيعة موضوعات القصص تستدعي هذا الغياب أم أن لك نظرة خاصة لحضور المرأة في القصة بشكل عام؟
-- لاأدري إن كان هذا التوصيف أكيداً، اسمحي لي أولاً أن أقول- دون تنظير- أن العصر القادم هو «أنثوي» دون الخوض بالأسباب، في معظم قصصي يأتي البطل «جمعاً بصيغة المفرد» وهذا يتضمن- بطبيعة الحال- حضوراً غير مباشر للجميع، إضافة إلى إطار «الأفكار الكبرى التي أشرت إليها في جوانب أخرى» أي أن الشطر الأول من سؤالك هو الذي يبرر هذا الشكل من الحضور للمرأة «إن كان الأمر كذلك».
- تختتم قصصك دائماً إما بخاتمة مفتوحة أو بخاتمة مفاجئة، فمتى تقرر أن تترك الخاتمة مفتوحة للقارئ؟
-- أعترف أنني أشتغل ملياً على خواتيم قصصي، الخاتمة تهز شباك القراءة الهادئة للقصة و«تُقَنْبِل» سؤالاً صاخباً يحمل القارئ على إعادة التفكير بما قرأ... ومافهم.. وربما يؤخذ باتجاه لم يكن بحسبان الكاتب، لاأرى تناقضاً بين النهاية المفتوحة وتلك المفاجئة، طبيعة القصة ومسارها يرسمان شكل الخاتمة، أقول هنا إنني شغوف برسم النهايات... ولايقوم بذلك «شيطان القصة» كما هو الحال عند زعيمه «شيطان الشعر».
- هل تشتغل على أعمال جديدة الآن؟ وماهي؟
-- تفعل فيّ رياح التردد والإحساس باللاجدوى، والذوبان في محيط التفاصيل الحياتية اليومية التي توطّن في العمق الكثير من التشيؤ، قد أبدو متناقضاً إذا قلت أن لديّ مجموعة محاصرة بهذه الانفعالات ، وتشظي الوقت، والركض المحموم وراء مايجعلك تشعر ببعض «التشاؤل»!!
ولتبتعد عن الشكل الجديد لمقولة «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» حتى حدود الصمت والغياب.
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader