ورد في كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان بن محمد قاضي قضاة الدولة الفاطمية نور الله ضريحه:
و روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض أوليائه من الدعاة و قد كتب إليه بحال قوم قبله ممن انتحل الدعوة و تعدوا الحدود و استحلوا المحارم و اطرحوا الظاهر فكتب إليه أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) بعد أن وصف حال القوم :
و ذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشاعر العظام و الشهر الحرام إنما هو رجل و الاغتسال من الجنابة رجل و كل فريضة فرضها الله تبارك و تعالى على عباده فهي رجل و إنهم ذكروا أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه عن ذلك من غير عمل و قد صلى و أدى الزكاة و صام و حج و اعتمر و اغتسل من الجنابة و تطهر و عظم حرمات الله و الشهر الحرام و المسجد الحرام و إنهم زعموا أن من عرف ذلك الرجل و ثبت في قلبه جاز له أن يتهاون و ليس عليه أن يجهد نفسه و أن من عرف ذلك الرجل فقد قبلت منه هذه الحدود لوقتها و إن هو لم يعملها و إنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عز و جل عنها الخمر و الميسر و الزناء و الربا و الميتة و الدم و لحم الخنزير أشخاص و ذكروا أن الله عز و جل إنما حرم من نكاح الأمهات و البنات و الأخوات و العمات و الخالات و ما حرم على المؤمنين من النساء إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي و ما سوى ذلك مباح و بلغك أنهم يترادفون نكاح المرأة الواحدة و يتشاهدون بعضهم لبعض بالزور و يزعمون أن لهذا ظهرا و بطنا يعرفونه و أن الباطن هو الذي يطالبون به و به أمروا و كتبت تسألني عن ذلك و عن حالهم و ما يقولون فأخبرك أنه من كان يدين الله بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله بين الشرك فلا يسع أحدا أن يشك فيه أ لم يسمع هؤلاء قول الله عز و جل :
{ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ }
و قوله جل ثناؤه
{ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ }
فظاهر الحرام و باطنه حرام كله و ظاهر الحلال و باطنه حلال كله و إنما جعل الظاهر دليلا على الباطن و الباطن دليلا على الظاهر يؤكد بعضه بعضا و يشده و يقويه و يؤيده فما كان مذموما في الظاهر فباطنه مذموم و ما كان ممدوحا في الظاهر فباطنه ممدوح ثم قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) و اعلم إن هؤلاء قوم سمعوا ما لم يقفوا على حقيقته و لم يعرفوا حدوده فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم و منتهى عقولهم و لم يضعوها على حدود ما أمروا به تكذيبا و افتراء على الله و على رسوله و جرأة على المعاصي و لم يبعث الله نبيا يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة و إنما يقبل الله عز و جل العمل من العباد بالفرائض التي افترضها عليهم بعد معرفة من جاء بها من عنده و دعاهم إليه فأول ذلك معرفة من دعا إليه و هو الله الذي لا إله إلا هو وحده و الإقرار بربوبيته و معرفة الرسول الذي بلغ عنه و قبول ما جاء به ثم معرفة الوصي (عليه السلام) ثم معرفة الأئمة بعد الرسل الذين افترض الله طاعتهم في كل عصر و زمان على أهله و الإيمان و التصديق بأول الرسل و الأئمة و آخرهم ثم العمل بما افترض الله عز و جل على العباد من الطاعات ظاهرا و باطنا و اجتناب ما حرم الله عز و جل عليهم ظاهره و باطنه و إنما حرم الظاهر بالباطن و الباطن بالظاهر معا جميعا و الأصل و الفرع فباطن الحرام حرام كظاهره و لا يسع تحليل أحدهما و لا يجوز و لا يحل إباحة شيء منه و كذلك الطاعات مفروض على العباد إقامتها ظاهرها و باطنها لا يجزى إقامة ظاهر منها دون باطن و لا باطن دون ظاهر و لا تجوز صلاة الظاهر مع ترك صلاة الباطن و لا صلاة الباطن مع ترك صلاة الظاهر و كذلك الزكاة و الصوم و الحج و العمرة و جميع فرائض الله التي افترضها على عباده و حرماته و شعائره .
و روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض أوليائه من الدعاة و قد كتب إليه بحال قوم قبله ممن انتحل الدعوة و تعدوا الحدود و استحلوا المحارم و اطرحوا الظاهر فكتب إليه أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) بعد أن وصف حال القوم :
و ذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشاعر العظام و الشهر الحرام إنما هو رجل و الاغتسال من الجنابة رجل و كل فريضة فرضها الله تبارك و تعالى على عباده فهي رجل و إنهم ذكروا أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه عن ذلك من غير عمل و قد صلى و أدى الزكاة و صام و حج و اعتمر و اغتسل من الجنابة و تطهر و عظم حرمات الله و الشهر الحرام و المسجد الحرام و إنهم زعموا أن من عرف ذلك الرجل و ثبت في قلبه جاز له أن يتهاون و ليس عليه أن يجهد نفسه و أن من عرف ذلك الرجل فقد قبلت منه هذه الحدود لوقتها و إن هو لم يعملها و إنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عز و جل عنها الخمر و الميسر و الزناء و الربا و الميتة و الدم و لحم الخنزير أشخاص و ذكروا أن الله عز و جل إنما حرم من نكاح الأمهات و البنات و الأخوات و العمات و الخالات و ما حرم على المؤمنين من النساء إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي و ما سوى ذلك مباح و بلغك أنهم يترادفون نكاح المرأة الواحدة و يتشاهدون بعضهم لبعض بالزور و يزعمون أن لهذا ظهرا و بطنا يعرفونه و أن الباطن هو الذي يطالبون به و به أمروا و كتبت تسألني عن ذلك و عن حالهم و ما يقولون فأخبرك أنه من كان يدين الله بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله بين الشرك فلا يسع أحدا أن يشك فيه أ لم يسمع هؤلاء قول الله عز و جل :
{ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ }
و قوله جل ثناؤه
{ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ }
فظاهر الحرام و باطنه حرام كله و ظاهر الحلال و باطنه حلال كله و إنما جعل الظاهر دليلا على الباطن و الباطن دليلا على الظاهر يؤكد بعضه بعضا و يشده و يقويه و يؤيده فما كان مذموما في الظاهر فباطنه مذموم و ما كان ممدوحا في الظاهر فباطنه ممدوح ثم قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) و اعلم إن هؤلاء قوم سمعوا ما لم يقفوا على حقيقته و لم يعرفوا حدوده فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم و منتهى عقولهم و لم يضعوها على حدود ما أمروا به تكذيبا و افتراء على الله و على رسوله و جرأة على المعاصي و لم يبعث الله نبيا يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة و إنما يقبل الله عز و جل العمل من العباد بالفرائض التي افترضها عليهم بعد معرفة من جاء بها من عنده و دعاهم إليه فأول ذلك معرفة من دعا إليه و هو الله الذي لا إله إلا هو وحده و الإقرار بربوبيته و معرفة الرسول الذي بلغ عنه و قبول ما جاء به ثم معرفة الوصي (عليه السلام) ثم معرفة الأئمة بعد الرسل الذين افترض الله طاعتهم في كل عصر و زمان على أهله و الإيمان و التصديق بأول الرسل و الأئمة و آخرهم ثم العمل بما افترض الله عز و جل على العباد من الطاعات ظاهرا و باطنا و اجتناب ما حرم الله عز و جل عليهم ظاهره و باطنه و إنما حرم الظاهر بالباطن و الباطن بالظاهر معا جميعا و الأصل و الفرع فباطن الحرام حرام كظاهره و لا يسع تحليل أحدهما و لا يجوز و لا يحل إباحة شيء منه و كذلك الطاعات مفروض على العباد إقامتها ظاهرها و باطنها لا يجزى إقامة ظاهر منها دون باطن و لا باطن دون ظاهر و لا تجوز صلاة الظاهر مع ترك صلاة الباطن و لا صلاة الباطن مع ترك صلاة الظاهر و كذلك الزكاة و الصوم و الحج و العمرة و جميع فرائض الله التي افترضها على عباده و حرماته و شعائره .
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader