الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ، الله خيرٌ أم ما يشركون ؟؟
إخواني الكرام :
كثرت الأقاويل في الأئمة الأطهار عليهم سلام الله ،
فمن عدو مبغض لهم جاحد لحقهم منكر لمنزلتهم مبتعد عن طريقتهم المثلى غارق في بحر الجهل وظلمات الغواية مبتعد عن سبل الإيمان واليقين . ومحب غال يدعي فيهم ماليس لهم من مرتبة النبوة وصفات الألوهية وعلم الغيب وغيرها من الصفات التي تخرج معتقدها من دعوة الحق وتبعده عن منهج أهل الصدق ولا يحصل إلا البوار والخذلان ويخلد في النيران .
أما أصحاب الطريقة المثلى والدعوة الهادية فيضعون كل ذي مرتبة في مكانه الذي وضعه به الله ، لا يغالون ولا يبخسون ، ويصفون الأئمة بالصفات التي هي لهم على الحقيقة التي نطق بها القرآن الكريم وصرحت بها السنة الشريفة المطهرة ، ومن ذلك ماجاء في كتاب الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }
{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }
ومن ذلك ما جاء في كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان قاضي قضاة الدولة الفاطمية مما رواه عن أئمة أهل البيت صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين إماماً إماماً إلى قائم يوم الدين
ذكر منازل الأئمة (عليهم السلام) و أحوالهم و تبريهم ممن وضعهم بغير مواضعهم و تكفيرهم من الحد فيهم
:
أئمة الهدى صلوات الله عليهم و رحمته و بركاته خلق من خلق الله جل جلاله و عباد مصطفون من عباده افترض طاعة كل إمام منهم على أهل عصره و أوجب عليهم التسليم لأمره و جعلهم هداة خلقه إليه و أدلاء عباده عليه و قرن طاعتهم في كتابه بطاعته و طاعة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) و هم حجج الله على خلقه و خلفاؤه في أرضه ليسوا كما زعم الضالون المفترون بآلهة غير مربوبين و لا بأنبياء مرسلين و لا يوحى إليهم كما يوحى إلى النبيين و لا يعلمون الغيب الذي حجبه الله عن خلقه و لم يطلع أنبياءه منه إلا على ما أطلعهم عليه و لا كما زعم المفترون فيهم و المبطلون الكاذبون عليهم تعالى الله جل ذكره و نزه أولياءه عن مقال الملحدين و إفك المكذبين الضالين المفترين .
و لما كان أولياء الله الأئمة الطاهرون حجج الله التي احتج بها على خلقه و أبواب رحمته إلى فتح لعباده و أسباب النجاة التي سبب لأوليائه و أهل طاعته و من لا تقبل الأعمال إلا بطاعتهم و لا يجازى بالطاعة إلا من تولاهم و صدقهم دون من عاداهم و عصاهم و نصب لهم كان الشيطان أشد عداوة لأوليائهم و أهل طاعتهم ليستزلهم كما استزل أبويهم من قبل فاستزل كثيرا منهم و استغواهم و سول لهم و استهواهم فصاروا إلى الحور بعد الكور و إلى الشقوة بعد السعادة و إلى المعصية بعد الطاعة و قصد كل امرئ منهم من حيث يجد السبيل إليه و الإجلاب بخيله و رجله عليه فمن كان منهم قصير العلم متخلف الفهم ممن تابع هواه استفزه و استغواه و استزله إلى الجحد لهم و النفاق عليهم و الخروج عن طاعتهم و الكفر بهم و الانسلاخ من معرفتهم و من كان قد برع في العلم و بلغ حدود الفهم و لم يستطع أن يستزله إلى ما استزله به من تقدم ذكره استزله و خدعه و دخل إليه من باب محبوبه و موضع رغبته و مكان بغيته فزين له زخرف التأويل و نمق له قول الأباطيل و أغراه بالفكرة في تعظيم شأنهم و رفيع مكانهم و قرب منه الوسائل و أكد له الدلائل على أنهم آلهة غير مربوبين أو أنبياء مرسلون أمكنه من ذلك ما أمكنه فيه و تهيأ له منه ما تجرأ به عليه و دخل إلى طبقة ثالثة من مدخل الشبهات باستثقال الفرائض و الموجبات فأباح لهم المحارم و سهل عليهم العظائم في رفض فرائض الدين و الخروج من جملة المسلمين الموحدين بفاسد ما أقامه لهم من التأويل و دلهم عليه بأسوإ دليل فصاروا إلى الشقوة و الخسران و انسلخوا من جملة أهل الدين و الإيمان نسأل الله العصمة من الزيغ و الخروج من الدنيا سالمين غير ناكثين و لا مارقين و لا مبدلين و لا مغضوب علينا و لا ضالين.
و قد روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أن رجلا من أصحابه شكا إليه ما يلقون من الناس فقال يا ابن رسول الله ما ذا نحن فيه من أذى الناس و مطالبتهم لنا و بغضهم إيانا و طعنهم علينا كأنا لسنا عندهم من المسلمين
فقال له أبو عبد الله :
أ و ما تحمدون الله على ذلك و تشكرونه إن الشيطان لما يئس منكم أن تطيعوه في خلع ولايتنا التي يعلم أن الله عز و جل لا يقبل عمل عامل خلعها أغرى الناس بكم حسدا لكم عليها فاحمدوا الله على ما وهب لكم من العصمة و إذا تعاظمكم ما تلقون من الناس ففكروا في هذا و انظروا إلى ما لقينا نحن من المحن و نلقى منهم و ما لقي أولياء الله و رسله من قبلنا فقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أعظم الناس امتحانا و بلاء في الدنيا فقال الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأئمة ثم المؤمنون الأول فالأول و الأفضل فالأفضل و إنما أعطانا الله و إياكم و رضي لنا و لكم صفو عيش الآخرة ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و ما أعطى الله عبدا مؤمنا حظا من الدنيا إلا مشوبا بتكدير لئلا يكون ذلك حظه من ثواب الله عز و جل و ليكمل الله له صفو عيش الآخرة .
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader