-5-
قادتِ الصدفةُ المقصودةُ - باعتبارها سرٌّ من أسرار النظام الكوني اللطيفة - الإيمانَ، ليقرأ فاتحةَ المقالِ، وما سيق من قصصٍ كاستهلالٍ للاستدلالِ، ولم يكن المقالُ إلا رؤيةً على أيّ حالٍ، وشهادةَ شاهدٍ في زمن المسيح الدجّالِ، شهادةَ فعلٍ لا انفعال.
فهاجَ وماجَ، وأرعدَ وأزبدَ، وفارَ وثارَ. وإذا بكلماته التي كانت قبلَ حينٍ، منتقاةً مشذّبةً مهذّبةً - طالما لا ندّ مخالفٌ قبالتَه - تتكوّر كقبضةٍ من حديدٍ، وإذا بوقاره وتوازنه يستحيلُ غضبًا جامحًا، وينهالُ كحممٍ أو حجارةٍ من سجّيل. وإذا بأرضه المستقرّةِ الساكنةِ تتزلزلُ وتخرجُ أثقالَها، وإذا بادعاءِ تقبّلِ الآخر، وحقّ الاختلاف، يتهاوى، كأنه ما كانَ إلا صنمًا مزخرفًا، كسائر الأصنامِ المنصوبةِ للعبادة.
"أيّة هرطقةٍ هذه بل أيّ كفر"
صاح الإيمانُ مستعيذًا بالله من شرّ شياطينِ الإنس والجنّ.
"ما هذا إلا دسٌّ للسمِّ في الدسمِ، وتلبيسٌ للباطلِ اسم الحقيقة.
يا للأفكارِ المخرّبة، ولفظاعةِ ما يُخطط له لهدم الإسلام.
يا لجرأةِ هؤلاء الكفّار على الله وكتابه.
أيريدون أن لا يبقى قانونٌ إلهيّ حاكم، بإلغاء كلّ المرجعيّات، ليكونَ مرجعُ الإنسان إلى نفسه وهواه في المعضلات؟؟!!
أم يريدون أن ينسفوا تاريخًا حافلاً بالاجتهادات والأفكار، لتبدأ البشريّة رحلتها من نقطة الصفر، بعد كلّ هذا المخاضِ العسير.
والمصيبة أن كلّ ذلك يتمّ تحت عناوين زئبقيّة برّاقة "كالعودة للفطرة" و"القلب قرآن السالكين" و"كلّ إنسان خليفة أو آدم" إلى آخر هذه التهويمات والأراجيف الباطلة، من أئمة الكفر والضلال".
ثم أفتى بإخراجِ الكاتب عن الإسلام - قبل أن يتمّ قراءة المقال - قاذفًا إياه بما يستحقّ من أوصافٍ وألقاب، وله في ذلك عذر؟؟!!
فما كان الكاتب كما يرى إيمانه، إلا مثيرًا للفتنة. وبدهيٌّ أن يكون ملعونًا ومطرودًا - وفق الشرع - من أيقظ فتنة نائمة.
"فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".
ابتسم الكاتب في تسليمٍ وسكينةٍ، وهو يشهد جنايةً أخرى للإيمان، فما تحتَ الشمسُ من جديدٍ. والقصةُ ذاتها تتكرر، منذ أول دمٍ لهابيل سفك ظلمًا بيد إيمان أخيه قابيل، مرورًا بيسوع الذي صلب بيد إيمان اليهود، وصولاً إلى كلّ وليّ قُتل على وجه هذه الأرض الشهيدة، وهو يتوسل أن يغفر الله لقاتليه لأنهم لا يعلمون، ويفعلون ما يفعلون نصرة لدين الله كما يرون.
"وتلك الأيامُ نداولها بين الناس" - آل عمران 140.
ما دامَ مرجعُ الناسِ للاعتقاد بمنأىً عن القلب.
ومادامت أفكارهم تطغى على المحبّة والرحمة.
وما دام القياسُ شرعًا وسنّة عندهم.
والشرع غاية لا وسيلة.
ومادام "الناسُ أعداء ما جهلوا".
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader