:عندما انفتح الباب ,نفث البيت رائحة عفن قديمة ..دفع صابر عربته وصاح : تعالي يا رضية ..أين أنت ؟
هرعت الزوجة ملبية النداء , تساعده على إدخال أشيائه التي عادت معه بعد عناء يوم طويل .
فوق مصطبالبقاء.,جلس صابر متكئاً ,ورضية إلى جانبه ,بينما ظلال الحزن تزحف رويداً , لتغطي مساحة وجهها
الذي مل البقاء . بادرت بنبرة أسى: رحم الله أيام زمان وقت كانت الشمس تزور هذا الدار كل يوم.
لكن إحساسنا الحقيقي بها ماكلماته.ياً ياعزيزتي . لم تستطيع أن تستوعب مدلول كلماته .. فقط رفعت
رأسها ألى الأعلى لتتابع ,هذه العلالي مخصالموت.لوقات سوانا .. أما نحن فجدير بنا أن تأكلنا الرطوبة حتى الموت .
عرف قصدها , ومرمى قولها .. تريده أن يرحل كما رحل جيرانه وذووه .قبضوبيوتهم,ً باهظة ,ثم اختفوا ..
أما بيوتهم ,فقد هدمت ليشاد مكانها أبنية ضخمة تكاد تناطح السحاب . صحيح, أن المنزل صار قديماً جداً.
بالنسبة للعقارات المحيطة به.. وصحيح, أن هذه العمارات قد سرقت منه نور الشمس إلى الأبد.. لكنه لن يبيع
فكم لعب بهذا المنزل وهو صغير .. وكم جلس على هذه المصطبة ونام .. وكم غازل الفراشات ونادم
أطياف الحمام .تطلع إلى الخلف ,ومن خلال النافذة واجهته صورة أبيه ,فرآه ذا سكينة ووقار ,
وعلى جبهته قرأ سطوراً لاتحصى عن عراكه مع الأيام ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, .
الأولى, النهار متراخياً إلى جفني صابر, ينهض من نومه.يغادر داره متجاوزاً الدرجات الخمس ......
الأولى ,الثانية ,الثالثة .. عند الرابعة يتمهل ...المدينة.لدار , إلى الشارع .. ومن نهايته المتفرعة
الاتجاهات يمشي إلى وسط المدينة .. تتكشف لالسماء, ,يخترق النور خلاياه ,مخزناً جسمه الدفء
اللازم لاحتمال رطوبة البيت الذي سيؤويه حين يعود .
رحلة العربة اليومية بالنسبة إليه كانت بهجة تغلف حياته المجردة من اللون .. ولا يزوره الارتياح إلا
هناك ,في تلك الأزقة الرحبة رغم ضيقها , حين تطأ قدماه أول الزقاق يتوهج بحب متقد ,
وتتوارد إلىالصغار.طياف ابتسامات لاعد لها , وتبدأ أغنياته الشعبية بمطالعها المألوفة ,يترنم بها على حاجياته
التي يحبها الصغار ..فيخرجون من بيوتهم كنحل يندفع من خلية ..الفرحة تضوع على ألسنتهم ,
وتغرق عيونهم باتساؤلاتهم.ون رؤوسهم الصغيرة , واللهفة ما تزال تعابث أفواههم :
_ ماذا أحضرت لنا اليوم يا عم صابر ؟..
_هل أتيت بما وعدت البارحة ؟...
ويجيب صابر على تساؤلاتهم . تتعانق أصابكبير,أصابع كل يد تمتد إليه. ينسى نفسه بين الأطفال ,
وهو يضغط على اكفهم الطرية ..يتقاذفه حب كبير ,بينما القطع النقدية تتسابق إلى جيبه ,
حيث يمضي وهو يعرف إلى أين حيث يمضي وهو يعرف إلى أين .سرت في أوصاله رعشة .
تحولت شيئاً فشيئاً إلى رعب حقيقي . وقف لايدري ماذا يفعل .كان الانتظار عقيماً جداً,وصعباً جداً.
عالج أبوب الغرف جميعها فتحها باباً إثر باب آخر.نادى زوجته كما تعود أن ينادي كل الأجش:نها لم تجب ..فقط رددت الغرف الحزينة صدى صوته الأجش : رضية .. أين أنت ؟..
عاد إلى الطريق ..تطلع بغير هدى .. واجهته أبعاد مستحيداخله.ة تائهة النظرات .
أحس بوجع يتورم في داخله .. مرت ساعات ورضية لم تحضر .
اتجه صوب الغرفة من جديد .. فتح أبوابها ثانية ثمة بقع كالحة الألوان ,وخيالات مختلفة الحجوم ,
تتوزع فوق الجدران . احتضن صورة أبيه بعينين متوسلتين ..حاصرهم هم أضافي :
_ترى ..من أين يأتي النور ؟..
زجاج الصورة يعكس ضوءاً يتسرب مختلفين,ل حزمة متعرجة, ويعانق حيزاً من إرجاء الغرفة.
استغرب الأمر .. زاد استغرابه أكثر عندما رفع رأسه إلى الأعلى ..لقد بدا له سقف الغرفة بقسمين مختلفين ,
كل واحد يحاول الابتعاد عن الآخر هناك.نور الذي يتسلل مصدره شق واضهناك. . عبر دهر ,
وصابر لا يزال مكانه. في مكانه ..القسمان ينأيان ,والشرخ يكبر ,والنشيج في قلبه في تنام.
أطبق جفنيه .. المباغتات كالسيوف تحيطعجل, يريد أن ينجو منها على عجل ,فيرى أيامه وقد عادت ,
إلى ماكانت عليه ,تصالحهالركام: به لكن الجدران ذات البقع الكالحة الألوان .. لم تترك له وقتاً كافياً
لتحقيق الأمنيات ,فقد بدأت بالتداعي ..بينما أعماقه تتمتم تحت الركام :
"لابد أن الشمس أرادت أن تزورنا كل حين "
هرعت الزوجة ملبية النداء , تساعده على إدخال أشيائه التي عادت معه بعد عناء يوم طويل .
فوق مصطبالبقاء.,جلس صابر متكئاً ,ورضية إلى جانبه ,بينما ظلال الحزن تزحف رويداً , لتغطي مساحة وجهها
الذي مل البقاء . بادرت بنبرة أسى: رحم الله أيام زمان وقت كانت الشمس تزور هذا الدار كل يوم.
لكن إحساسنا الحقيقي بها ماكلماته.ياً ياعزيزتي . لم تستطيع أن تستوعب مدلول كلماته .. فقط رفعت
رأسها ألى الأعلى لتتابع ,هذه العلالي مخصالموت.لوقات سوانا .. أما نحن فجدير بنا أن تأكلنا الرطوبة حتى الموت .
عرف قصدها , ومرمى قولها .. تريده أن يرحل كما رحل جيرانه وذووه .قبضوبيوتهم,ً باهظة ,ثم اختفوا ..
أما بيوتهم ,فقد هدمت ليشاد مكانها أبنية ضخمة تكاد تناطح السحاب . صحيح, أن المنزل صار قديماً جداً.
بالنسبة للعقارات المحيطة به.. وصحيح, أن هذه العمارات قد سرقت منه نور الشمس إلى الأبد.. لكنه لن يبيع
فكم لعب بهذا المنزل وهو صغير .. وكم جلس على هذه المصطبة ونام .. وكم غازل الفراشات ونادم
أطياف الحمام .تطلع إلى الخلف ,ومن خلال النافذة واجهته صورة أبيه ,فرآه ذا سكينة ووقار ,
وعلى جبهته قرأ سطوراً لاتحصى عن عراكه مع الأيام ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, .
الأولى, النهار متراخياً إلى جفني صابر, ينهض من نومه.يغادر داره متجاوزاً الدرجات الخمس ......
الأولى ,الثانية ,الثالثة .. عند الرابعة يتمهل ...المدينة.لدار , إلى الشارع .. ومن نهايته المتفرعة
الاتجاهات يمشي إلى وسط المدينة .. تتكشف لالسماء, ,يخترق النور خلاياه ,مخزناً جسمه الدفء
اللازم لاحتمال رطوبة البيت الذي سيؤويه حين يعود .
رحلة العربة اليومية بالنسبة إليه كانت بهجة تغلف حياته المجردة من اللون .. ولا يزوره الارتياح إلا
هناك ,في تلك الأزقة الرحبة رغم ضيقها , حين تطأ قدماه أول الزقاق يتوهج بحب متقد ,
وتتوارد إلىالصغار.طياف ابتسامات لاعد لها , وتبدأ أغنياته الشعبية بمطالعها المألوفة ,يترنم بها على حاجياته
التي يحبها الصغار ..فيخرجون من بيوتهم كنحل يندفع من خلية ..الفرحة تضوع على ألسنتهم ,
وتغرق عيونهم باتساؤلاتهم.ون رؤوسهم الصغيرة , واللهفة ما تزال تعابث أفواههم :
_ ماذا أحضرت لنا اليوم يا عم صابر ؟..
_هل أتيت بما وعدت البارحة ؟...
ويجيب صابر على تساؤلاتهم . تتعانق أصابكبير,أصابع كل يد تمتد إليه. ينسى نفسه بين الأطفال ,
وهو يضغط على اكفهم الطرية ..يتقاذفه حب كبير ,بينما القطع النقدية تتسابق إلى جيبه ,
حيث يمضي وهو يعرف إلى أين حيث يمضي وهو يعرف إلى أين .سرت في أوصاله رعشة .
تحولت شيئاً فشيئاً إلى رعب حقيقي . وقف لايدري ماذا يفعل .كان الانتظار عقيماً جداً,وصعباً جداً.
عالج أبوب الغرف جميعها فتحها باباً إثر باب آخر.نادى زوجته كما تعود أن ينادي كل الأجش:نها لم تجب ..فقط رددت الغرف الحزينة صدى صوته الأجش : رضية .. أين أنت ؟..
عاد إلى الطريق ..تطلع بغير هدى .. واجهته أبعاد مستحيداخله.ة تائهة النظرات .
أحس بوجع يتورم في داخله .. مرت ساعات ورضية لم تحضر .
اتجه صوب الغرفة من جديد .. فتح أبوابها ثانية ثمة بقع كالحة الألوان ,وخيالات مختلفة الحجوم ,
تتوزع فوق الجدران . احتضن صورة أبيه بعينين متوسلتين ..حاصرهم هم أضافي :
_ترى ..من أين يأتي النور ؟..
زجاج الصورة يعكس ضوءاً يتسرب مختلفين,ل حزمة متعرجة, ويعانق حيزاً من إرجاء الغرفة.
استغرب الأمر .. زاد استغرابه أكثر عندما رفع رأسه إلى الأعلى ..لقد بدا له سقف الغرفة بقسمين مختلفين ,
كل واحد يحاول الابتعاد عن الآخر هناك.نور الذي يتسلل مصدره شق واضهناك. . عبر دهر ,
وصابر لا يزال مكانه. في مكانه ..القسمان ينأيان ,والشرخ يكبر ,والنشيج في قلبه في تنام.
أطبق جفنيه .. المباغتات كالسيوف تحيطعجل, يريد أن ينجو منها على عجل ,فيرى أيامه وقد عادت ,
إلى ماكانت عليه ,تصالحهالركام: به لكن الجدران ذات البقع الكالحة الألوان .. لم تترك له وقتاً كافياً
لتحقيق الأمنيات ,فقد بدأت بالتداعي ..بينما أعماقه تتمتم تحت الركام :
"لابد أن الشمس أرادت أن تزورنا كل حين "
الخميس يونيو 14, 2018 10:21 pm من طرف Jaber
» (العالم والمتعلم)
الخميس يونيو 14, 2018 10:17 pm من طرف Jaber
» (الستر على المؤمن)
الخميس يونيو 14, 2018 10:14 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:11 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:09 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:06 pm من طرف Jaber
» أدعية الأيام للامام المعز لدين الله عليه وآله الصلاة والسلام
الخميس يونيو 14, 2018 10:04 pm من طرف Jaber
» قبسات من أنوار الإمام المعز لدين الله عليه السلام
الخميس يونيو 14, 2018 9:33 pm من طرف Jaber
» أفيقوا ياأخوة المعنى ولا تكونوا نظراء في التراكيب
الإثنين مارس 26, 2018 8:03 pm من طرف أبابيل
» طلب معلومات عن حجج الله
الإثنين أكتوبر 23, 2017 10:42 pm من طرف أبابيل
» التلاعب بالترددات
الخميس أبريل 27, 2017 8:22 pm من طرف العتيق
» عرفوني على مذهبكم لعلي أكون منكم ومعكم
الإثنين مارس 20, 2017 2:48 pm من طرف zain.abdalkader