الشريعة في الفكر الإسماعيلي

إخوة الإيمان:

يكثر الكلام عن الإسماعيليين انهم لا يقيمون صلاة ولا يصومون ولا يحجون ويتركون ظاهر شريعة الإسلام

والبعض يقول نكتفي بالحقائق ونسقط الشرائع
لذلك

أحببت ان انقل لكم ما وصل إلينا من الفكر الإسماعيلي

قال تعالى:

{ شَرَعَلَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَاإِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْأَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَمَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُوَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيب }

فالتشرع الإلهي كان لخمسة من الأنبياء فقط هم

نوح - ابراهيم - موسى - عيسى - محمد

صلوات ربي وسلامه عليهم وعلى آلهم

وهم أولو العزم من الرسل لقوله تعالى:

{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ }

وآدم عليه الصلاة والسلام الذي أتى بالولاية لقوله تعالى:

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}

وقائم يوم القيامة على ذكره السلام الذي هو سابعهم ومظهر حقيقة شرعهم واليوم الآخر المامورين بالإيمان به:

{وَمَاذَاعَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْمِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِم عَلِيمًا }


وبذلك تكون عدتهم سبعة :

آدم - نوح - إبراهيم - موسى - عيسى - محمد - القائم

صلوات ربي وسلامه عليهم وعلى آلهم

ويسميهم الفكر الإسماعيلي بالنطقاء السبعة لأنه هم الذين ينطقون بالحق والعلم الإلهي

وهم ايام الله الذين اتم فيهم خلق الدين

ستة ايام اكتمل فيها الدين عند نبينا المصطفى محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام الذي هو الناطق السادس

لم يبقى سوى ظهور الحقائق بظهور قائم القيامة على ذكره السلام الذي هو سابع النطقاء

قال تعالى:

{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِأَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِخَبِيرًا }


وكل ما اتى به النطقاء السبعة واحدٌ بالمعنى والحقيقة ولكن يختلفون بظاهر التشريع

فكلناطق يظهر شريعة تناسب عصره وتكمل شريعة الناطق الذي سبقه حتى أكتمل الدين بالشريعة الكاملة التي شرعها نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلموالتي ارتضاها رب العالمين إلى يوم القيامة حيث يظهر القائم على ذكره السلام حقائقها ويبين للناس ما اختلفوا فيه.



هذا ما تعلمناه في الفكر الإسماعيلي

فظاهر الشريعة ينسخ لتحل مكانها شريعة أكمل ..

ولكن لا ينسخ شريعة إلا ناطق

ولا يضع شريعة اخرى إلا ناظق

إلا الشريعة الكاملة

وهي شريعة المصطفى محمد صلى الله عليه وآله باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها

وهذا يا إخوتي ليس كلامي ولا رأيي بل هو قول الفكر الإسماعيلي وبإسقاط هذا الكلام تسقط الإسماعيلية


وأهدي إليكم ولكل من يتابعنا هذه الأبيات للأمير مزيد الحلي نور الله ضريحه:

يا راشد الدين الذي أرشدتنا ... لله في الزمن الجهول الكافر

وجلوت في مصياف هدي ائمةٍ .... سبقوك فيها بالبيان الساحر

ورجعت تقرؤنا رسائل احمدٍ .... لذويه إخوان الصفاء الغابر

حذرتنا أحفاد بزرك معلناً .... أن القيامة لا تقوم بفاجر

وبأن شرع المصطفى باقٍ على .... كر الزمان جديده والغابر

من يلغ شرع محمدٍ ينكر بإسما ... عيل أي تواصلٍ بأواصر

ويعود ديناً آخراً كالصابئيـــــــن وكالمجوس وأي شيء آخر

حاشى لإسماعيل ينسب من يرى ... نسخ الشريعة في الزمان الجائر

أحفاد إسماعيل مثل جدودهم .... أسباط طه هم عدوّ السامري

هل نحن إلا عترةٌ لمحمدٍ .... نصرت به في باطنٍ أو ظاهر

هيهات نحن على طريق واضحٍ .... درب الحسين وجعفرٍ والباقرِ

السبعة الكرماء أعلام الهدى .... صانوا الشريعة كابراً عن كابرٍ


*******

لذلك نحن كإسماعيليون ملتزمون بشريعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بظاهرها وباطنها وحلالهاا وحرامها ومحسوسها ومعقولها

ودعائم الإسلام عندنا سبعة وهي:

الولاية - الطهارة - الصلاة - الزكاة - الصيام - الحج - الجهاد

فالإسماعيليون لا يسقطون امراً احله محمد صلى الله عليه وأله ولا يحرمون ما أحله

ومن أحب أن يرى كيف هو التشريع عند الإسماعيلية فليراجع كتاب

دعائم الإسلام
والقضايا والأحكام
فيما ورد عن الأئمة من أهل بيت رسول الله عليهم السلام

للقاضي النعمان بن محمد قاضي قضاة الدولة الفاطمية والذي عرضه على الإمام المعزّ لدين الله عليه السلام فباركه ووافق عليه وامر بدراسته وكافئ من حفظه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته